من المعروف أن هذا النمط موجود قديماً، وقد جاءت كلمة (قيساريات) من الرومان، حيث تطلق على سوق المدينة نسبة إلى قيصر ملك الروم، والقيسارية عبارة عن مبنى ذي حوانيت يقع في مراكز المدن.
تضم مدينة كربلاء الكثير من القيساريات الموزعة داخل بعض الأسواق الرئيسية في مركز المدينة، وهي مبان تراثية شبيهة بالخانات من ناحية التخطيط المعماري ولكنها تختلف عنها في وظائفها.
والقيساريات في مدينة كربلاء والمدن الأخرى عبارة عن مبانٍ مستطيلة أو مربعة الشكل، وتشغل عادة الأماكن الواقعة خلف المحلات التجارية في الأسواق الفولكلورية القديمة وتتألف من طابقين : الأرضي : ويحتوي على ساحة داخلية واسعة يعلوها سقف يغطي الطابق الأول وتحيط بها الحوانيت (المحلات التجارية) وتكون مفتوحة على الساحة الداخلية، وأحياناً تعلو واجهات الحوانيت عقود (أقواس) مدببة أو دائرية الشكل مبنية من الطابوق (الآجر) والجص أما الطابق الأول: فيحتوي على غرف هي عبارة عن مكاتب تجارية ومخازن أو ورش عمل لبعض الصناعات التقليدية الشعبية كالأحذية والخياطة وتجليد الكتب. وقسم آخر من القيساريات يتألف من طابق أرضي فقط ويعود إلى شخص واحد، وتحتوي أجنحته على بضائع متنوعة.
لقد أزيلت الكثير من القيساريات نتيجة عدم صيانتها وترميمها والهدم الذي طال مركز المدينة في السنوات الأخيرة، أما أهم القيساريات التي عرفت في مدينة كربلاء فهي : الإخبارية، أبو معاش، رضا الصحاف، الحاج علي الوكيل، الحاج كاظم، الحاج مهدي العطار، حسن نصر الله، الحاج حسون طابور غاسي، شيخ الشريعة، حسان شعيب وغيرها من القيساريات.
المصدر: رياض كاظم سلمان الجميلي، كربلاء في منظور الدراسات الحضرية، الجزء الأول، مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2023، ص 293.