أن لمدينة كربلاء منزلة خاصة في قلوب المسلمين وغير المسلمين ولـقبر الإمام الحسين وأخيهِ أبي الفضل العباس (عليهما السلام) مكانة تتخذ لنفسها علواً وزهواً في نفوس البشر، فكل من سمع وفهم واعية الحسين (عليه السلام) أحبه وتمنى زيارة ضريحه المطهر حتى وإن كان من غير دين أو غير مذهب، وهذا ما يثبت عالمية قضية سيد الشهداء (عليه السلام).
وتنقل المصادر التاريخية أن هناك زيارات قام بها بعض السلاطين والحكام إلى كربلاء وإلى قبر الحسين (عليه السلام)، وأن أول من زار الحائر الشريف من السلاطين الديالمة هو عز الدولة البويهي وذلك سنة 266 هـ ثم زاره عضد الدولة البويهي سنة 271 هـ .
ويذكر لنا المؤرخون أن زعيم القرامطة أبا طاهر سلمان بن أبي سعيد كان كثير التردد على كربلاء لزيارة القبر الشريف وذلك أثناء حملاته على الكوفة 313 هـ، كذلك زار الحائر الحسيني جلال الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة سنة 431 هـ ترافقه حاشية كبيرة.
وأيضاً زار الحائر المطهر عند انتهاء حكم البويهيين ومجيئ السلاجقة السلطان أبو الفتح جلال الدولة ملك شاه بن أبي شجاع محمد ألب أرسلان بن داوود بن سلجوق سنة 479 هـ.
وكذلك في فترة قيام الدولة الإيلخانية الجلائرية زار سلاطينهم كربلاء وقام السلطان أويس بتشييد بناية الروضة الحسينية المقدسة. كذلك أثناء الحكم الصفوي توجه سلاطينهم الى زيارة القبر الشريف وأن أول من زار الحائر من الصفويين هو السلطان إسماعيل الصفوي سنة 914 هـ .
وفي سنة 941 هـ زار السلطان سليمان القانوني قبر الإمام الحسين (عليه السلام) ثم أمر بكري النهر الموجود في كربلاء وادى ذلك الى زيادة المياه مما انعكس ايجابا على المدينة وسكانها.
وهكذا تبعت هذه التواريخ زيارات عديدة من الملوك والأمراء والحكام إلى عصرنا الحالي.
المصدر: سلمان هادي آل طعمة، تراث كربلاء، ص81.