هو السيد حسين بن السيد محمد علي بن السيد جواد بن السيد مهدي بن السيد هاشم الموسوي الذي ينتهي نسبه إلى الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) ويعرف بالعلوي نسبة إلى الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام). ولد في كربلاء، ونشأ في بيئة فقيرة كادحة، وترعرع في ظل أسرة محافظة تعرف بآل السيد جواد السيد هاشم، وتردد على مساجد كربلاء وحلقات أهل العلم والأدب فيها، فيسمع ويعي حتى اختزن في ذاكرته شيئا قليلا من الشعر والأمثال، فشب شاعراً بارعاً فطناً ذكياً، وذاع صيته في الأوساط الاجتماعية.
لقد اتصل السيد حسين بسدنة الروضة العباسية كالمرحوم السيد مرتضى آل ضياء الدين ونجله المرحوم السيد محمد حسن، فكان لهما نعم الخدين، وله فيهما مدائح كثيرة. وقد ساعده الحظ أن يدخل ضمن خدمة الروضة العباسية المشرفة. والحق أنه كان وقوراً مترفعاً عن الدنيا، مخلصاً لدينه ولبلده.
توفي الشاعر سنة ١٣٦٤ هـ في كربلاء ودفن في صحن العباس (عليه السلام)، وتركت وفاته موجة من الألم والحزن المرير في نفوس الكثير من عشاق الأدب، وأرخ وفاته الشاعر السيد محمد حسن آل الطالقاني بقوله:
في كربلاء حل خطــبٌ والحزن أضحى مقيما
حيث المنيــــة وافـــــــــت فتـــــى الفخار العلــــيما
مضى كريماً و أمـــــسی له الفـــــــــــؤاد كليــــــــــــما
كل يرى اليـــــــــــــوم أرخ (فقد الحسيـــن عظيما)
ومن نماذج شعره في مدح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
حظيرة القدس فيها النور قد سطعا لما بأفلاكـــــها بدر الهدى طلعـــــا
وأزهــر الملأ الأعلــــى بطلعتـــــه والكفر عن أفقه قد زال وانقشعــــا
لله من مولـــــد آبـــــاؤه ظهـــرت و لم يكــن قبلها مرأى ومستمــــعا
تساقط النجــم من أعلى مراتبـــــه وانشق إيوان كسرى بعدما انصدعا
والماء غاض ونار الفرس خامدة كأنمــــا لم يكونــــا في الوجـود معا
المصدر: سلمان هادي آل طعمة، شعراء كربلاء، ج1، مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2017، ص 307-309.