ضمن جهود مركز كربلاء للدراسات والبحوث بالعتبة الحسينية المقدسة، في عرض التراث الحضاري والتاريخي لمدينة أبي الأحرار "عليه السلام"، وخصوصاً في مجال الثروة البشرية التي أنجبتها هذه البقعة الطاهرة من خطباء وأدباء وشعراء، أفردت موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن المركز فصولاً لرموز العلم والمعرفة في هذه المدينة.
وذكرت الموسوعة أن "من بين هؤلاء الرموز هو الشيخ (موسى بن محسن بن علي بن حسين بن محمد العصامي، النجفي)"، مشيرةً الى أنه "كان فقيهاً، وخطيباً ملماً بالتأريخ والأدب، فضلاً عن كونه شاعراً يشار له بالبنان".
وجاء في المحور التاريخي للموسوعة أن "الشيخ العصامي هو من مواليد النجف الأشرف سنة 1300هـ / 1888م، حيث درس فيها وحضر الأبحاث العالية على يد الميرزا (حسين الخليلي)، والميرزا (محمد حسين النائيني)، والشيخ (أحمد بن علي بن محمد رضا كاشف الغطاء)، كما انه كان ملازماً للشيخ (محمد تقي الشيرازي) وإختص به وشارك معه في ثورة العشرين".
وأشار قسم التاريخ الإسلامي في موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، الى أن هذا الرمز الكربلائي "كان قد إشتهر بين أقرانه بالعلم والأدب، وكان كثيراً ما يرقى المنبر لتوجيه الناس إلى أحكام دينهم والأخلاق الإسلامية الحميدة، وقد عُرف عنه بشدّة صراحته وصرامته في أعماله وأقواله فكان ينكر على بعض المتصدين في الحكومة أعمالهم حتى صار مبغوضاً عند طائفة من الناس، كما وتنقّل في عدّة مدن عراقية بغرض الهداية والإرشاد، والدعوة إلى توحيد ّ الكلمة، قبل أن يستوطّن في آخر أيامه بمدينة كربلاء، وينصرف إلى التدريس والتأليف والإفادة حتى وفاته يوم 29 رمضان سنة 1355هـ، 1936م".
ونوّهت الموسوعة الى أن "من آثار هذا الرمز الكربلائي الكبير، هو كتاب (البيان والتبيين في الجامعة بين السنّة والقرآن)، ورسالة في الحجاب، و(البراءة والولاية)، و(الدراية في تصحيح الرواية)، و(منظومة في الإمامة)، و(الأحكام العقلية في القرآن)، و(الدعوة الحسينية)، و(تأريخ الثورة العراقية) وغيرها".
المصدر: - موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، الجزء العاشر، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2020، ص 82-83.