ولد الدكتور محمد جواد،بن محمد رضا، بن الشيخ مهدي التميمي في كربلاء عام 1931م من بيت التميمي، وشق طريقه نحو قمة التخصص في مجالي التعليم والتربية، ليصبح أحد أبرز العلماء العرب في هذا الحقل مقدماً إسهامات ملموسة في تطوير نظم التعليم وإعداد الأجيال في العالم العربي. ، بدأ رحلته التعليمية من العراق عندما التحق بدار المعلمين العالية عام 1948م، وتخرج منها عام 1951م، ثم أكمل دراسته العليا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة ميشيغان عام 1959م، في مجال فلسفة التربية المقارنة.
انضم إلى جامعة بغداد عند عودته للعراق كأستاذ للتربية المقارنة بين عامي 1959م و1963م، قبل أن ينطلق في مسيرته الأكاديمية العالمية التي شملت جامعات ومؤسسات مرموقة في مختلف الدول العربية، عمل في كلية الشريعة وكلية التربية بمكة المكرمة بين عامي 1964م و1966م، وهي المؤسسات التي شكلت لاحقاً نواة جامعة أم القرى، كما كان له إسهام كبير في تطوير التعليم الجامعي في الكويت، حيث شغل منصب أستاذ ورئيس المجلس الأكاديمي في جامعة الكويت، وشارك في تأسيس الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية عام 1980م.
تنوعت مناصب الدكتور محمد جواد رضا بين التدريس الأكاديمي والبحث العلمي والاستشارات الإدارية، تنقل بين الجامعة الأردنية وجامعة آل البيت في الأردن، وجامعة البحرين، حيث شغل عدة مناصب من بينها عميد كلية الآداب والعلوم في جامعة عَمان ومستشار في مركز البحرين للدراسات والبحوث، ترك بصماته في تطوير التعليم العربي من خلال مؤلفاته التي بلغت 14 كتاباً باللغة العربية في مجال التعليم والتربية، و27 بحثاً باللغة العربية، بالإضافة إلى ثمانية بحوث باللغة الإنجليزية، كما أشرف على العديد من الرسائل الجامعية، ليؤكد بذلك دوره المحوري في تخريج أجيال من الباحثين والمثقفين في مجال التربية.
نال الدكتور محمد جواد رضا العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لجهوده العلمية والفكرية، منها الجائزة العربية للثقافة والعلوم والآداب في القاهرة عام 2000م، وشهادات استحقاق من جامعة ميشيغان، ودروع تقديرية من جامعة الكويت والجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية، كان أيضاً عضواً في العديد من المنظمات والمجالس والجمعيات العلمية العربية والدولية.
برحيل الدكتور محمد جواد رضا في عام 2012م، انطوت صفحة من صفحات الإسهام العلمي في مجال التربية والتعليم، لكنه كان واحداً من سلسلة طويلة من العلماء والمفكرين الذين أهدتهم كربلاء إلى العالم العربي والإسلامي، هذه المدينة، التي تجمع بين عبق التاريخ وثراء الثقافة، كانت على مر العصور مهداً للفكر ومنطلقاً للعلماء الذين ساهموا في نهضة أمتهم، وكربلاء، بما تحمله من رمزية حضارية وروحية، لا تزال مصدر إلهام للأجيال، تؤكد مكانتها كمدينة لا تتوقف عن إنجاب المبدعين، مسهمةً بدور جوهري في تشكيل الوعي العلمي والثقافي في العالم العربي.
راجع
موسى الكرباسي،البيوتات الأدبية في كربلاء،من إصدارات مركز كربلاء للدراسات والبحوث،2015،ط1،ص165