عُثِرَ في كهوف الطار والمنطقة المحيطة بها على العديدِ من العلامات والنقوش العائدة إلى القبائل البدوية، التي استقرت في البوادي المحيطة بكهوف الطار. فهذه العلامات المنتشرة هناك هي نفس العلامات التي وُسِمت بها أفخاذ ووجوه الجِمال التابعة ملكيتها إلى تلك القبائل، وهي للدلالة على عائدية تلك الحيوانات .
كما عملت البعثة اليابانية على إجراء مسح ميداني خاص بالقبائل التي سكنت المنطقة المحيطة بالكهوف، والعلامات الخاصة بها. كان ذلك في سنة 1975، وقد تم التعرّف على العلامات الخاصة بعدد من القبائل الكبيرة والمشهورة التي سكنت بالقرب من كهوف الطار مثل قبيلتي : (شمَّر وعنزة). أما قبيلة (شمَّر الزكَاريط) فتمتد بالقرب من الطار، وعلى طول وادي العبيد الأبيض، وهي من القبائل العائدة إلى قبيلة شمَّر.
والبعض الآخر من القبائل ينتقل في فصل الشتاء فقط إلى منطقة الطار، مثل (أبعيج)، أما قبيلة (عنزة) فهي تعيش في منطقة بندر القريبة من حصن الأخيضر في منطقة الطار. ولم يقتصر الأمر على نقوش القبائل، بل وُجِدت نقوش لحروف آرامية في (حفنة) الواقعة في وادي العبيد، التي من المحتمل أن تشير إلى الهجرة الآرامية من جزيرة العرب إلى بلاد الرافدين عبر هذه المنطقة، وأن معظم النقوش الصخرية التي وُجِدت تعود إلى العصور الساسانية والإسلامية.
ويوجد نص كتابي منقوش على الصخر يعود إلى العصر العباسي، عُثِرَ عليه على حافة الوادي الصخري، المعروفة بـ (حفنة الأبيض) على بعد 30 كم من حصن الأخيضر الأثري، والنقش مكتوب بالخط الكوفي، ويتكون من أربعة أسطر من دون نقاط، ويعود إلى ضبّة بن محمد الأسدي، أحد قطاع الطرق، الذي امتلك عين التمر والمناطق المحيطة بها بما يزيد عن 30 عاماً، ولم تسلم مدينة كربلاء المقدسة من نهبه وسلبه، وتم القضاء على تمرده سنة 365 هـ، على يد جيوش العباسيين.
المصدر: موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي القديم، إصدارات مركز كربلاء للدراسات والبحوث ص123 - 1224