07:07 AM | 2019-06-14
2122
بالنظر لانخفاض مستوى أراضي كربلاء مقارنةً بالمحافظات الهضبية المحيطة بها من جهتي الشمال والغرب، فقد تحولت هذه الأراضي الى مستقرٍ للمياه الجوفية المتكونة بفعل نفاذ المياه السطحية اليها كالأمطار وفيضانات الفرات وفروعه والمسطحات المائية الأخرى كالبحيرات والمستنقعات.
إن نفاذ كميات كبيرة من هذه الثروة المائية تحت سطح الأرض لمدينة كربلاء المقدسة قد جعل منها عروقاً مائية جارية تجد طريقها الى ظاهر الأرض من خلال العيون والآبار الإرتوازية الى درجة تحوّلها الى ظهير مهم للمياه السطحية في إرواء مزارع وبساتين كربلاء التي تميزت بدورها بالخصوبة العالية لتربتها، فضلاً عن إمكانية الإستفادة من هذه المياه في تأمين حاجة الشرب لبعض مناطق كربلاء الهضبية الغربية، وتأمين سقي المزروعات فيها لو تم إستغلالها بالطرق العلمية الحديثة عبر توجيه سريانها من مناطق تجمعها الى مناطق حاجتها (1) .
ومما لا شك فيه إن مخاطر هذه المياه – في حال إهمالها- لا تقل عن مخاطر المياه السطحية خلال مواسم الفيضان، ناهيك عن تأثيرها السلبي المباشر في تحويل الأراضي الخصبة الى سبخة، وتهديدها التدميري للأبنية والمظاهر العمرانية المهمة وفي مقدمتها الأضرحة المقدسة للإمام الحسين وأخيه العباس "عليهما السلام" وباقي المواقع الأثرية والتاريخية.
المصدر
(1) موسوعة كربلاء الحضارية: سلسلة منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ج3، ص46.