ج2
قبل الخوض في تفاصيل المكتبات التي كانت تزخر بها مدينة كربلاء المقدسة، من المهم الإشارة إلى أن أغلب هذه المكتبات لم تعد موجودة اليوم، إما بسبب الحروب والغارات أو بفعل الإهمال والنهب على مر العصور، ورغم ذلك، فإن الحديث عن هذه المكتبات وما احتوته من كتب ومخطوطات نادرة يشكل دليلاً إضافياً على مكانة كربلاء العلمية البارزة، وسبقها في ميادين العلم والمعرفة، لقد كانت هذه المكتبات منارات فكرية ومعرفية، أسهمت في ترسيخ مكانة المدينة كوجهة علمية وحضارية، ومصدراً لإنتاج العلماء والمؤلفات التي أثرَت التراث الإسلامي.ومن هذه المكتبات:-
أسسها العلامة الكبير السيد محمد مهدي الشهرستاني (المتوفى سنة 1216 هـ) في داره بمحلة آل عيسى، كانت المكتبة تضم كتباً ومخطوطات قيمة، منها مؤلفات الشهرستاني مثل (الفذالك في شرح المدارك) و(المصابح)، إضافة إلى مجموعات من رسائله وتعليقاته، تعرضت المكتبة للنهب والسلب خلال غارة الوهابيين على كربلاء ليلة 18 ذي الحجة سنة 1216 هـ، أي بعد وفاة مؤسسها بأكثر من عشرة أشهر،لم يبق من هذه المكتبة سوى بعض المخطوطات التي يحتفظ بها أحد أحفاده، السيد صالح الشهرستاني.
تأسست مكتبة الفراهاني سنة 1276 هـ على يد الأخوند المولى عبدالحميد بن المولى عبدالوهاب الفراهاني (المتوفى حوالي سنة 1311 هـ). كان المولى الفراهاني عالماً جليلاً، درس في سامراء على يد السيد الميرزا محمد حسن الشيرازي، ثم انتقل إلى كربلاء حيث واصل التدريس حتى وفاته، بعد وفاة المؤسس، بقي من المكتبة نحو 300 كتاب مخطوط كانت بحوزة السيد علي أكبر اليزيدي في مدرسة السردار حسن خان، لكن هذه الكتب تفرقت ولم تعد موجودة في مكان معلوم.
يتبع لاحقاً
المصدر
نور الدين الشاهرودي،تاريخ الحركةالعلمية في كربلاء،دار العلوم،بيروت،1990،ط1،ص299