- بدأ التاريخ الحقيقي لمدينة كربلاء منذ استشهاد الإمام الحسين الله في واقعة الطف عام ٦١ هـ / ٦٨٠م، إذ تمصرت المدينة تدريجاً بعد إنشاء مرقد الإمام الحسين (ع) فيها، فقد صار ذلك القبر الشريف النواة الأساسية الذي نمت حوله المدينة على شكل بيوت صغيرة متناثرة، حتى تطورت وصارت مأهولة بالسكان والدور.
- كان أول نمو سكاني في مدينة كربلاء قد بدأ في عام ٦٨٤م، اذ شيدت قرية صغيرة حول القبر الشريف ضمت مجموعة صغيرة من البيوت المبنية من الطين وجذوع النخيل.
- ازدهرت مدينة كربلاء ونشأت فيها الأسواق والخانات بعد بناء أول سور للمدينة في عام ٩٨٢م، الذي تم بناؤه مرة أخرى في عام ۱۰۸۷ م خلال عهد السلاجقة، ونمت المدينة وتطورت عمرانياً خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين لاسيما في العهد الجلائري.
- في ۲۲ نيسان ۱۸۰۲ م تعرضت مدينة كربلاء إلى هجمة شرسة من قبل الوهابيين الذين اقتحموا المدينة وهدموا أسوارها ونهبوا أسواقها وحرقوا مرقدي الإمامين الحسين والعباس ، وعلى اثر ذلك اصدر والي بغداد سليمان باشا الكبير (۱۷۸۰ - ۱۸۰۲م) أوامره للقائد العسكري علي باشا ببناء سور للمدينة وإبقاء قوة عسكرية في مدينتي كربلاء والنجف لحمايتهما من هجمات الوهابيين.
- حينما تم بناء سور كربلاء جعلت فيه ستة أبواب، وقد سميت محلات قصبة كربلاء بأسماء تلك الأبواب وهي محلة باب النجف ومحلة باب الخان، محلة باب بغداد، ومحلة باب السلالمة، ومحلة باب الطاق، ومحلة طرف المخيم.
- كانت أسوار مدينة كربلاء تغلق بعد غروب الشمس ولا يتم فتحها إلا بعد موافقة المتصرف، وبهذا الصدد ذكر الرحالة الانكليزي جون أشر حينما وصل إلى سور مدينة كربلاء في ۲۸ كانون الأول ١٨٦٤م انه بعث بكتاب توصية أو طلب إلى متصرف (قائم مقام) لواء كربلاء، فأصدر المتصرف أمره بفتح باب السور، فدخل الرحالة المدينة وحل ضيفاً عند المتصرف.
- المصدر: موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الحديث والمعاصر، الوثائق العثمانية، ج8، ص14 وما بعدها.