ان توفر كمية مناسبة من المياه في موضع أي مدينة يعد امراً في غاية الأهمية، حيث تؤخذ دائماً بنظر الاعتبار عند انشاء المدن وقيامها فكلما زاد حجم المركز الحضري ازدادت حاجته للمياه المستهلكة ولاتقل مسألة نوعية المياه في أهميتها عن مسألة الكمية.
تقع مدينة كربلاء ضمن الإقليم الجاف او شديد التذبذب بكمية الامطار وتعتمد اعتماداً مباشراً وكلياً على مصادر المياه السطحية في سد احتياجاتها الحضرية من المياه ، ويعد نهر الحسينية النابع من نهر الفرات من اهم المصادر المائية الذي تتغذى منه المدينة، يقع شمال جدول بني حسن ويبلغ طوله (28كم) الذي يخترق المدينة من الشمال الى الجنوب وهو احد الجداول القديمة في المنطقة ويعود تأسيسه الى فترة السلطان العثماني سليمان القانوني حيث كان يسمى نهر السليماني نسبة له.
وعند دخول النهر للمدينة يتفرع منه فرعان هما الرشيدية والهندية ،يجري الأول بأتجاه الشمال الغربي بمسافة (18كم) وينتهي بالأراضي المجاورة لبحيرة الرزازة ، اما الفرع الثاني فيستمر بالجريان جنوباً ثم ينحرف نحو الجنوب الشرقي لينتهي في الأراضي الزراعية.
وقد بلغت الطاقة التصريفية لنهر الحسينية (55م3/ثا)، واستفادت الدولة منه في انشاء مشروع الماء الصافي في المدينة عام 1963م الذي صمم بطاقة تصميمية تقدر ب(16000م3) يومياً اتبعه مشروع اخر في عام 1973م بطاقة تصميمية تقدر(54500م3) يومياً وفي عام 1986م أقيم مشروع ثالث بطاقة تصميمية بلغت (182000م3) يومياً.
اما المياه الجوفية فبالرغم من كثرتها في المدينة إلا ان استعمالها يقتصر فقط على سد حاجة الأراضي الزراعية في إقليم المدينة ولا سيما الجهات الشمالية الغربية منها ، أما بحيرة الرزازة غرب المدينة فلا تستخدم للأغراض الحضرية إنما مقتصرة على الأغراض السياحية وصيد الأسماك بسبب ارتفاع نسبة الملوحة فيها.
المصدر
د.رياض الجميلي ،مدينة كربلاء دراسة في النشأة والتطور العمراني ،دار البصائر، بيروت، 2012،ط1،ص42