زواج النورين، أو زواج الإمام علي بن أبي طالب من السيدة فاطمة الزهراء (عليهما السلام)، حدث تاريخي مهم في الإسلام، حيث تشير المصادر التاريخية إلى أنه في اليوم الأول من ذي الحجة من السنة الثانية للهجرة، عرض النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) على أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) الزواج من ابنته الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء، وذلك بعد أن رفض عروضًا أخرى من صحابة بارزين آنذاك.
وقد تم هذا الزواج المبارك بمهر متواضع يتناسب مع الحياة البسيطة التي كان يعيشها الإمام علي والسيدة فاطمة (عليهما السلام)، والذي شمل درع الإمام علي (عليه السلام) الذي بيع لتوفير المهر، دلالة على الزهد الذي اتسمت به حياتهما الشريفة.
ولزواج النورين أهمية دينية واجتماعية كبيرة، حيث يُعد مثالًا للزواج المبارك الذي يجمع القيم الإسلامية العليا، فأصبح نبراساً للحياة الزوجية المتكاملة، والتي تحقق الهدف الإلهي من خلق البشرية وأداء الوظائف الرسالة للإنسان الذي كرمه الله تعالى وجعله خليفة في الأرض.
وفي الوقت الذي نستذكر فيه هذه المناسبة العظيمة، حري بعوائلنا الكريمة الاقتداء بهذه الزيجة المثلى، للحد من حالات التفكك الأسري والابتعاد عن مبادئ الدين في تنظيم العلاقة بين الزوجين، مما أدى إلى تفاقم حالات الطلاق بنسب مرعبة، وإدخال حياة العديد من الأبناء والبنات في نفق مظلم.
العالم كله بحاجة إلى علي الإنسان، وفاطمة الإنسانة، في تنظيم شؤون الأسرة والأولاد، وصولاً إلى مجتمع صالح متراحم فيما بينه، فالأسرة هي البذرة التي كلما سقيت بالقيم والمبادئ السامية، كان غرسها مثمراً ومباركاً، فما أحوجنا إلى علي وفاطمة (عليهما السلام).