8:10:45
لقاء سماحة السيد محمد علي المسكي خلال انعقاد المؤتمر الثامن لزيارة الاربعين صدر الدين الشهرستاني ... شهيد العلم والأدب لقاء سماحة السيد رياض الحكيم خلال انعقاد المؤتمر الثامن لزيارة الاربعين كل أرض كربلاء و كل يوم عاشوراء .. محمد جواد الدمستاني عدد جديد من مجلة الأربعين المُحَكَّمة د. اخلاص مجيد حميد خلال انعقاد المؤتمر الثامن لزيارة الاربعين لقاء الشيخ محمد علي عيسى خلال انعقاد المؤتمر الثامن لزيارة الاربعين السمات السلبية لقانون الأحوال الشخصية  اراء الباحثين في مؤتمر الاربعين الثامن دريلون غاشي من كوسوفو خلال انعقاد المؤتمر الثامن لزيارة الاربعين لقاء الدكتورة اوفا هشام خلال انعقاد المؤتمر الثامن لزيارة الاربعين السمات السلبية لقانون الأحوال الشخصية  "الوفود الدولية تشكر العتبة الحسينية ومركز كربلاء للبحوث والدراسات على استضافتهم في مؤتمر زيارة الأربعين" على هامش المؤتمر الدولي الثامن لزيارة الأربعين.. ندوة علمية حول طب الحشود في جامعة السبطين "زيارة الأربعين" بين العقل والدين!... في حضرة الانتصارِ العظيم لأخلاق الإمامِ الحسينِ عليه السلام "مؤتمر زيارة الأربعين الدولي الثامن ينهي فعالياته وسط مشاركة محلية ودولية مميزة " "مدير مركز كربلاء للدراسات والبحوث الاستاذ عبد الامير القريشي يسلم راية المؤتمر العلمي الدولي لزيارة الأربعين إلى جامعة بغداد " الدكتور نذير جبار الهنداوي : الكلمة الختامية للمؤتمر العلمي الدولي الثامن لزيارة الأربعين كلمة الاستاذ عبد الامير القريشي  في ختام المؤتمر العلمي الدولي الثامن لزيارة الاربعين الدكتور حسن بوزيدان كلمة الوفود المشاركة : نقدم خالص الشكر إلى العتبة الحسينية المقدسة ومركز كربلاء للدراسات والبحوث على تنظيم هذا المؤتمر الناجح، كما نتوجه بالشكر على حسن الضيافة والكرم
اخبار عامة / أقلام الباحثين
11:25 AM | 2023-06-18 1490
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

تنمية النشاط القرآني في أوربا

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله ربّ العالمين وصلّ اللهم على محمد وآله الطاهرين

إنّ البحث حول النشاط القرآني في مراكز أوربا و السعي في تطويره و رفع التقصير فيه من المهمات الرئيسية التي ينبغي الاهتمام بها، و السعي لتحقيقها ، و العمل على تقوية العلاقة بين المؤمنين و الجالية الإسلامية بالقرآن و المفاهيم القرآنية.

 

و ابتداء فإنّه لا ينقصنا حثّ و ترغيب و دعوة للاهتمام بالقرآن، و تعلّم علومه، و تعليمه، فالقرآن و الروايات تدعونا بشدة إلى ذلك.

قال تعالى :« وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا»[1]، وخلاف الهجر و الابتعاد عن القرآن هو في قراءته، و العمل به، و التدبر في آياته، و الأخذ بتعاليمه، و تطبيق أحكامه، و السعي في إخراج كنوزه.

وقال تعالى: « وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا»[2].

و في صفة و أهمية القرآن روي عن أمير المؤمنين عليه السلام « وَ عَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ فَإِنَّهُ الْحَبْلُ الْمَتِينُ، وَ النُّورُ الْمُبِينُ، وَ الشِّفَاءُ النَّافِعُ، وَ الرِّيُّ النَّاقِعُ، وَ الْعِصْمَةُ لِلْمُتَمَسِّكِ، وَ النَّجَاةُ لِلْمُتَعَلِّقِ»[3].

و في بيان تعلّمه و التفقه فيه والاستشفاء به و قرائته ، روي في نهج البلاغة «وَ تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَحْسَنُ الْحَدِيثِ، وَ تَفَقَّهُوا فِيهِ فَإِنَّهُ رَبِيعُ الْقُلُوبِ، وَ اسْتَشْفُوا بِنُورِهِ فَإِنَّهُ شِفَاءُ الصُّدُورِ، وَ أَحْسِنُوا تِلَاوَتَهُ فَإِنَّهُ أَنْفَعُ الْقَصَصِ»[4].

و في تعلّمه وتعليمه روي عن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم « خِيَارُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ»[5].

و في العمل به « وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي الْقُرْآنِ لَا يَسْبِقُكُمْ بِالْعَمَلِ بِهِ غَيْرُكُمْ »[6].

ولكن بين النظري الداعي للتعلّم و التعليم و الاهتمام بالقرآن وعلومه، وبين العملي وهو واقع المجتمع عامة أو المجتمعات فاصل ليس بالصغير.

و كان قبل عقود من الزمن أيّ في القرن الماضي الميلادي من أشار بعدم الاهتمام الكافي بالقرآن وعلومه في الأوساط و التجمعات أو عدم إعطائه أولوية مقارنة بالعلوم الأخرى، و إلى تفضيل علوم غير قرآنية كالفقه و الأصول على العلوم القرآنية، إلا أنّ هذه الإشارة قد تبددت وخاصة مع انتصار الثورة الإسلامية في إيران و الاهتمام القرآني الواسع فأقبل الشباب على التعلّم، و انتشر القرّاء و الحفاظ في إيران، و أفتتحت المدارس، و أُنشئت المؤسسات و الدور القرآنية، و كثرت المسابقات القرآنية المحلية و الدولية، وشارك كبار قرّاء القرآن من مصر و عدة دول إسلامية في مناسبات عديدة في إيران، و تم تنظيم برامج الكترونية و كمبيوترية في مجال القرآن توافق الاستفادات الحديثة للقرآن، كما تقوم الحوزات بتدريس علوم القرآن الكريم.

و على مستوى شخصي لا زلت أتذكر أياما جميلة وفقني الله فيها بتدريس أحد أجزاء كتاب «التمهيد في علوم القرآن» للمحقق محمد هادي معرفة في العقد الأخير من القرن الماضي في مدرسة الحكمة، وهو كتاب واسع و مفيد وطبع في عشرة مجلدات.

 

بالإضافة إلى جوانب من الاهتمامات الأخرى بالقرآن مثل بث قناة تلفزيونية قرآنية «قناة القرآن والمعارف الاسلامية»، و أخرى إذاعية «راديو القرآن»، و وكالة أنباء قرآنية «وكالة الأنباء القرآنية الدولية» ، ومواقع الكترونية على شبكة الانترنت، وغيرها.

 

أما على مستوى التفاسير القرآنية فقد أصدرت الحوزات العلمية و علماء الشيعة -إضافة إلى التفاسير العديدة طوال القرون الماضية - عددا كبيرا من التفاسير في العقود الماضية لا يقارن بها غيرها ، مثل الميزان في تفسير القرآن (السيد محمد حسين الطباطبائي)، البيان في تفسير القرآن (السيد أبو القاسم الخوئي)، مواهب الرحمان في تفسير القرآن (السيد عبد الأعلي السبزواري)، الأمثل في تفسير كتاب اللّه المنزل (الشيخ ناصر مكارم الشيرازي)، من وحي القرآن (السيد محمد حسين فضل اللّه)، من هدي القرآن (السيد محمد تقي المدرسي)، تسنيم في تفسير القرآن (الشيخ عبد الله الجوادي الآملي)، الفرقان في تفسیر القرآن بالقرآن و السنّة (الشيخ محمد الصادقي الطهراني)، البلاغ في تفسير القران بالقران (الشيخ محمد الصادقي الطهراني)، التفسير لكتاب الله المنير (الشيخ محمد الكرَمي)، الواضح في التفسير (السيد عباس علي الموسوي).

 

وصنّف علماء الشيعة و مفكريهم كتبا كثيرة في علوم القرآن المختلفة وخاصة في العقود الخمسة الماضية، وكذا تم تحقيق كثير من كتب الماضين المخطوطة و أُخرجت بهيئة جديدة مطبوعة.

 

وعلى مستوى البرامج القرآنية الالكترونية تم برمجة التفاسير الشيعية في برنامج قرآني واسع تحت عنوان (جامع التفاسير)  يحوي  عدد كبير من التفاسير، مع ترجمة لعدد من اللغات، و تم برمجة مكتبة ثرية بالآلاف من المجلدات وهي «مكتبة أهل البيت عليهم السلام» ، و اشتملت على كتب التفاسير المعروفة، و كتب العلوم القرآنية.

 

 

إنّ الرعاية و الاهتمام بالقرآن و علومه التي حصلت في إيران في العقود القليلة الماضية بعد الثورة و ترسخت، لم تتوقف في حدود إيران بل ترشحت تأثيرا على المناطق الشيعية الأخرى في العالم الاسلامي مثل العراق و البحرين و لبنان، و كذلك في المراكز الاسلامية المنتشرة في مدن العالم.

 

كما يوجد نشاط قرآني في مراكز إسلامية في أوربا و أكثر عملها يكون في تنظيم دورات تجويد القرآن بشكل متقطع في بعضها ، و دوري في مراكز أخرى.

 

وكنموذج لمراكز النشاطات القرآنية في أوربا تنظيم المسابقات القرآنية في مسجد الإمام عليه السلام في هامبورك في ألمانيا، وهي مسابقة سنوية في الحفظ و التلاوة و ومعاني و تفسير القرآن الكریم.

و كذلك تنشط « دار القرآن الكريم» التابعة لمؤسسة الكوثر الثقافية في مدينة لاهاي في هولندا.

 

و يُلاحظ أنّ النشاط القرآني يزداد في شهر رمضان المبارك ، فأكثر مواسم الاهتمام بالقرآن هو في ربيعه كما في الرواية «لِكُلِّ شَيْءٍ رَبِيعٌ وَرَبِيعُ الْقُرْآنِ شَهْرُ رَمَضَانَ»[7] عند عموم المسلمين سواء في بلدانهم الأصل أو بلدان المهجر ومنها أوربا، وذلك للأجواء الروحية في الشهر المبارك، و لروايات كثرة الثواب وتضاعف العمل و الحسنات خلال شهر رمضان « ومَنْ تَلَا فِيهِ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ خَتَمَ الْقُرْآنَ فِي غَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ»[8]، و عظمة الثواب في ليالي القدر « لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ»[9] ففي الشهر الكريم تزداد الأهمية بالقرآن تلاوة و تعلّما و تعليما، كما تزداد حلقات التعلّم و المسابقات القرآنية، وهكذا يزداد الاهتمام عند علماء الدين و المراكز الاسلامية و الثقافية للمسلمين في أوربا.

 

و من المناسب أن يُطرح سؤالٌ هنا حول قلة النشاط القرآني لدى الجاليات الاسلامية و المراكز الإسلامية في أوربا عامة و أسبابه و عوامله، و يمكن أن يُبرر بعدة أسباب ولكن يبدوا أنّ عامل عدم إعطاء أهمية كبيرة لموضوع القرآن من قبل الأفراد أو المؤسسات بمعنى عدم وجود اصرار و تصميم قوي لتعلّم العلوم القرآنية و السعي في حصولها هو سبب رئيسي، إضافة إلى انشغال الناس في معاشهم و معيشتهم بما لا يوفر لهم ترجيحا في الوقت لأعمال أخرى مهمة كالدراسة التعليمية القرآنية لهم أو لأولادهم، وهذا أمر مؤسف.

 

أما إذا تحدثنا بنوع تفصيل عن أسباب أو عوامل عزوف الشباب عن دراسة العلوم القرآنية المتعددة وخاصة قسمي القراءة والحفظ، فيمكن رصد عدة عوامل أخرى إضافة لما ذكرناه من عدم الاهتمام، و الانشغال المعيشي للناس ، ومن تلك العوامل:

 

انشغال طلاب المدارس بالدراسة الأكاديمية غالب الوقت في أوربا ، منذ الصباح في حدود الثامنة حتى بعد الظهر في حدود الرابعة، ثم في عمل الواجبات المدرسية بعد الظهر و في المساء، أما في أيام التعطيلات المدرسية نهاية الأسبوع فيشغل الطالب نفسه بأمور ترفيهية و رياضية، و بقناعة أنّه بحاجة إليها، و قد يبرر لنفسه – ولو خداعا – أنّ لا وقت لغيرها ، أو إنّ الشيطان يوسوس له ذلك، لأنّ الوقت يتسع.

 

ومنها عدم القدرة على تنظيم و ترتيب الوقت بطريقة صحيحة عند الشباب و أولياء أمورهم، و عدم ترتيب الوقت طبقا للأهميات و الأولويات، لأنّ الوقت يتسع بتنظيمه و يضيق بالبعثرة و التشتيت، ومع تنظيم الوقت ترى فيه متسعا لجميع الأولويات و الاهتمامات، و مع البعثرة يتشتت الوقت دون إنجاز كثير من الأعمال المأمول إنجازها في زمن محدود.

 

ومنها غلبة البرامج الالكترونية على أجهزة الهواتف النقالة و الكمبيوترات على عقول و تفكير الشباب، فلم يعد الشباب مستغنيا عنها، و لا متفرغا لدراسة أو لتعلّم و تعليم علوم مهمة، ومنها العلوم القرآنية، وهذه نقطة عامة تتعلق بمطلق العلوم و الاهتمامات، و العلوم عامة تحتاج إلى جهد و وقت و مال لتعلّمها و لا تأتي طائعة بنفسها دون جهد، فيحتاج الإنسان إلى وعيّ و بصيرة و إيمان يغلّب بها الدراسات و النشاطات القرآنية على غيرها مما لا صعوبة فيه أو الأقل صعوبة.

 

ومنها البيئة و الأجواء الإجتماعية للحياة في أوربا فإنّها تؤثر على الشباب أكثر من تأثير التربية و الوراثة، و أكثر أوقات الشباب إنّما تُصرف في المدارس و الأعمال التي هي بيئات غربية لا تساعد على التدين فضلا عن النشاطات الدينية و القرآنية، و هذه من أكبر المشاكل في أوربا عامة و لكل فئات المجتمع و أعمارهم و لكن أثرها على الشباب أكبر و أوسع.

بخلاف البيئة الاجتماعية في الدول الإسلامية فإنّها عامة محافظة و داعية للعلوم القرآنية مع احترام كبير لقرّاء و حفظة القرآن الكريم و المرتبطين بالقرآن و طلبة العلوم الدينية عامة.

 

ومنها عدم إعطاء المجتمع أهمية يستحقها قارئ القرآن معنوية أو مادية، مقارنة بتلك الأهمية التي تعطى لغيره من المتحدثين و القرّاء، فمثلا تشهد المناسبات الاسلامية من مواليد و شهادات الأئمة عليهم السلام ومنها أيام عاشوراء إقبالا واسعا في حضور المؤمنين من مختلف الأعمار و الفئات و ينصب الاهتمام على الخطيب الحسيني و على الرادود الحسيني وهذا أمر جيد، لكن يفتقد قارئ القرآن هذا الاهتمام و الاحترام كما يفتقد التقدير اللائق به كقارئ كتاب الله.

كما لا يشعر قارئ القرآن بآثار عملية اجتماعية لجهده حفظا أو قراءة في أوربا لكي تتجدد عنده العزيمة و يكبر عنده الطموح، وقد تمر السنوات دون الاستفادة من جهوده و دون أن يشارك في نشاط اجتماعي قرآني يطلبه المجتمع، بينما في بعض الدول الاسلامية كإيران و مصر و العراق يشعر القارئ بمرغوبيته و أهميته في مشاركات قرآنية في مناسبات إسلامية أو اجتماعية أو أمسيات قرآنية.

 

أما عوامل الجذب و الشد للنشاطات القرآنية أو الاقتراحات أو الملاحظات أو التوصيات في هذا الشأن التي يمكن النظر فيها فهي:

تقديم عوامل تحفيزية و تشجيعية للشباب تؤدي إلى بعث الرغبة في نفوسهم أو تقويتها عندهم، مثل إجراء المسابقات و توزيع الجوائز و الهدايا الرمزية على المشاركين، و ترتيب الرحلات للشباب القرآني، ولعل ترتيب الرحلات بين الشباب في أوربا - والتي يذهبون لمثلها في مدارسهم و أثناء دراستهم الأكاديمية – و جذبهم  عن طريق الترفيه و التنفيس مع وضع نشاط ديني و قرآني في تلك الرحلات من أكبر العوامل الناجحة لخلق فئات متجانسة و بيئة اجتماعية متدينة بين الشباب و تكتل قرآني شبابي تنعكس آثاره الاجتماعية الإيجابية على مجتمعاتهم.

 

كما أنّ من الملاحظات أو التوصيات التي هي جديرة بالذكر إضافة للفوائد العظيمة التي يُوفق لها قارئ القرآن و معلّمه و متعلّمه الدنيوية والأخروية وهي من الفوائد التي لا يمكن إغفالها وهي انفتاح المسلمين على بعضهم مع تعدد مذاهبهم و اختلاف آرائهم وحضورهم الأمسيات القرآنية التي يُشارك فيها قرّاء معروفون، فتحضر أعداد من المسلمين عامة و يتعرفون حين حضورهم على بعضهم وتنقشع من بعضهم تلك الدائرة الوهمية من الشحن السلبي الذي شُحن به بعضهم، وتكون تلك الأمسيات بوابة هداية و انفتاح على الفكر الشيعي و الشيعة و عقائدهم.

وبالتالي هي توصية بتنظيم أكبر و اكثر لتلك الأمسيات القرآنية في المدن المختلفة في أوربا ممن لديهم قدرة على تنظيم و ترتيب و استضافة قرّاء مشهورين و معروفين في العالم الاسلامي لانفتاح المسلمين على بعضهم و إزالة حاجز التباعد الوهمي بين الأخوة في الدين، و السعي في هدايتهم، وهو عامل جذب مهم.

 

و اقتراح آخر في التوسع المكاني للمسابقات القرآنية التي تجري في أوربا ، وهنا نوجّه شكرا خاصا للمراكز التي تقوم بتنظيم المسابقات القرآنية و استضافة القرّاء و الحفظة ومتسابقي المفاهيم القرآنية، و نرجوا أن تتوسع هذه المسابقات القرآنية مكانا بحيث تتعدد في مدن أوربا حسب طاقة و قدرة المراكز و المؤسسات لتنظيمها و إدارتها.

 

ومن الاقتراحات التي يمكن أن تكون حافزا مؤثرا للأطفال و الصغار وكذلك للوالدين هو استضافة قرّاء وحفظة للقرآن من الأطفال و صغار السن الذين لا يتجاوزون العشرة أو الثانية عشرة من العمر، فإنّهم من جهة أكثر تأثيرا على الأطفال و أكثر تحفيزا  للأسر الإسلامية للاقتداء بهم و بالتالي إرسال أبناءهم لتعلم القرآن، و حبذا أن تكون تلك الاستضافات في مناسبات كبيرة يحضرها الآباء و الأمهات مثل 17 ربيع الأول في ذكرى المولد النبوي الشريف،  أو 20 جمادى الثاني ذكرى مولد سيدة نساء العالمين السيدة الزهراء عليها السلام، أو 15 شعبان حيث ذكرى مولد الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)، أو تكون في أثناء شهر رمضان المبارك.

 

ومن التوصيات التي ستكون مفيدة إن تمت هي السعي لخلق ثقافة قرآنية شعبية لكل الأسر الإسلامية، بحيث ترسل الأسر أولادها إلى المساجد و المراكز الاسلامية بانتظام لدراسة القرآن و علومه مع رغبة و أنس و ألفة اجتماعية عامة لدى الأسر الإسلامية و الأطفال، وإيجاد تجمع أطفالي دوري أسبوعي مثلا يرغب الأطفال فيه بلقاءاتهم الدورية ويطلبون من أمهاتهم المشاركة فيه.

هذه الثقافة الشعبية في تعلم الأطفال القرآن و اللغة العربية موجودة عند بعض الجاليات الاسلامية في الغرب، و يُلاحظ أنّها  كثيرة الاهتمام بـإرسال أبناءها الصغار ذكورا و أناثا إلى أماكن و مراكز تعليم القرآن و اللغة العربية، و إن لم يكن الآباء و الأمهات متدينين و ملتزمين بالأحكام الشرعية، فيلاحظ حركة في بعض مناطق المدن في أيام العطلة الأسبوعية وهي السبت و الأحد في خروج الأطفال إلى تعلّم القرآن و اللغة العربية.

 

ومن الاقتراحات تكثير المحاضرات التي تتحدث عن القرآن و علومه ، و تحضّ و تحث الشباب إلى تعلم علومه، و الإشارة في هذا المقام إلى الآثار الدنيوية و الأخروية العظيمة لقارئ القرآن، و الاستفادة من الروايات في هذا الشأن.

 

ومن الاقتراحات العملية للحياة في هذا الزمن التي تنتشر فيه برامج وسائل التواصل الاجتماعي و يتواصل الناس و الشعوب عن طريقها ويصرفون وقتا طويلا فيها هو في اغتنامها و الاستفادة منها كعمل فيديوهات حول القرآن و علومه أو بعض قصصه أو معاني كلماته أو غيرها و نشرها في تلك الوسائل، وبحيث تكون تلك الأفلام أو الفيديوهات جالبة للمشاهد و قصيرة الوقت حيث يعزف الشباب عن المشاهدات الطويلة و تستدرجهم المشاهدات القصيرة ، و كذلك عمل تصميمات تخص القرآن و شؤونه وبثها في تلك البرامج و الوسائل.

وكذلك استخدام هذه الوسائل و البرامج  في نشر أفلام أوفيديوهات أو برامج كمبيوترية أخرى في إظهار النشاطات القرآنية السابقة وخاصة للقرّاء و الحفّاظ الشباب و الصغار، كنوع من التشجيع و التشويق لمن يشاهدها.

 

و من التوصيات أيضا في هذا المجال وهي دعوة للاستفادة من الفضاء المجازي و برامج التواصل الاجتماعي في فتح قنوات تعلّم و تعليم العلوم القرآنية للراغبين فيها من مختلف البلدان الأوربية ، و كذلك في تواصل المهتمين بالعلوم القرآنية من قرّاء و حفاظ و معلّمين و متعلمين عبر مجموعات التواصل الاجتماعي و تقوية العلاقات و الروابط بينهم لخلق جو اجتماعي اسلامي يتعهد بالقرآن و يبث المفاهيم القرآنية لعموم المجتمعات التي يعيشون فيها سعيا إلى السعادة الدنيوية و الأخروية.

 

اللهمّ وفقنا لتعلّم القرآن و تعليمه و التخلق بأخلاقه، واجعله لنا أنيسا مؤنسا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلّ اللهم على محمد وآله الطاهرين.

 

محمد جواد الدمستاني

الاثنين 26- رجب-١٤٤٣هـ - الموافق 28-02-2022م

 

[1] - سورة الفرقان – آية 30

[2] - سورة المزمل – آية 4

[3] - نهج البلاغة – خطبة رقم 156

[4] - نهج البلاغة – الشريف الرضي – خطبة رقم 110

[5] - الأمالي، الشيخ الطوسي، ص ٣٨٧

[6] - نهج البلاغة – الشريف الرضي – كتاب رقم 47

[7] - ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، الشيخ الصدوق، ص ١٣١ – الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام

[8] - خطبة النبي (صلى الله عليه و آله وسلم) في استقبال شهر رمضان، الأمالي، الشيخ الصدوق، ص ١٥٥

[9] - سورة القدر – آية 3

Facebook Facebook Twitter Whatsapp