بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله ربّ العالمين و صلّ اللهم على محمد و آله الطاهرين
استقطاب الشباب في المراكز الاسلامية في المهاجر
محمد جواد الدامستاني
إنّ مرحلة الشباب هي مرحلة الحيوية و النشاط، و إنّ الإنسان في هذه الفئة العمرية وهي بين 15 إلى 25 عاما تقريبا ، هو الأكثر قوة و قدرة و صلابة بين مراحل العمر الأخرى عند البشر، وهي المرحلة الأهم في مراحل الإنسان في عوالمه المتعددة، و قد تكون هي التي تحدد مصير الإنسان فيما بقى من عمره في هذا العالم، و فيما يأتي من عوالمه الأخرى، و «الدنيا مزرعة الآخرة»([1])، و «بالدّنيا تُحرز الآخرة»([2]).
و الشباب هم مستقبل الأمم ، يحققون طموحاتها و يصعدون بها حضاريا إلى أرقى المراتب و أسمى الدرجات، و لذا ينبغي أن ينصب الجهد الوافي و الاهتمام الكافي على هذه الفئة العمرية، و التي بها طاقة أوسع من غيرها، ولهذا تقع مسؤولية كبيرة على المؤسسات و التجمعات الثقافية و الاجتماعية و الدينية و المراكز أمام هذه الفئة الطموحة، ومساعدتها في اغتنام شبابها ، « اغتَنِمْ ..شَبابَكَ قَبلَ هَرَمِكَ»([3])، و بناء المجتمعات بها بناءً صلبا و مسؤولا حضاريا.
وهم الفئة الأكثر تقبلا للأفكار و الأكثر انفتاحا عليها و الأكثر تأثرا بها، خاصة صغار السن منهم، ولذا ورد في الروايات «إنما قلب الحدث كالأرض الخالية ، ما ألقي فيها من شئ إلا قبلته»([4])، و «عليك بالأحداث ، فإنهم أسرع إلى كل خير»([5])، و الحَدَث هو صَّغير السِّنِّ أو الشابٌّ و الجمع أحداث أي شباب.
ولذا فإنّ دراسة استقطاب الشباب مهمة و ضرورية، و حتى تتم الفائدة و تكتمل المنفعة بعد طرح هذا الموضوع نظريا يحتاج الأمر إلى متابعات لاحقة تطبيقية و عملية تعزز البعد النظري الذي يطرح هنا.
و سيشمل هذا الموضوع هنا عدد من الملاحظات أو الاقتراحات أو التوصيات التي هي مهمة في استقطاب الشباب في المراكز الاسلامية في المهاجر.
و تختلف أهميتها من اقتراح إلى آخر، و سيكون بعضها قابل للانتباه و التطبيق العملي، و قد استفيد بعضها من خلال المناقشة مع بعض الشباب ، و الاقتراحات أو التوصيات هي:
1- الرحلات الثقافية و الترفيهية
إنّ من أهم طرق جذب الشباب إلى المراكز الاسلامية و التدين و الدين هو تنظيم الرحلات الثقافية الترفيهية بين الشباب في أوربا ، وهم معتادون عليها كما هم في مدارسهم و مراحلهم الدراسية، فاسلوب الترفيه عن النفس و التنفيس و إقحام معاني و مواد تربوية و تعليمية و دينية من صلاة جماعة، و بيان بعض المسائل الفقهية، و قراءة الأدعية في هذه الرحلات من أكبر عوامل النجاح في جذب الشباب إلى الساحة التدينية و الالتزامية و التعرف على الدين و كذلك في خلق تجمعات شبابية متواصلة بينها و تكتلات اجتماعية شبابية .
2- كنوع من التطبيق العملي للرحلات الثقافية و الدينية و مثال مضيء و ملهم و واضح هو تنظيم الزيارة الأربعينية للشباب، و اغتنام موسم الأربعين في توفيد الشباب إلى زيارة الإمام الحسين عليه السلام و المشاهد الشريفة و الأماكن المقدسة، فهي في الحقيقة دورة عملية موفقة و ناجحة، و مجربة، فإنّ موسم الأربعين به من المعاني الروحية و المعنوية و الأخلاقية ما ليس في موسم آخر، و فيه اندماج الثقافات و القوميات، و الترفع عن صغائر الأخطاء، و السعي للانصهار في قيّم الإمام الحسين عليه السلام، كما فيه من التطبيق العملي للمؤمن في واجباته من صلوات و زيارات و تعاملات، و أخلاقيات، فهو دورة تدريبية كاملة تؤتي أُكُلها.
و لقد تم تجربة ذلك مع فئات لم تكن موالية في صغرها و كانت النتيجة مهمة و ضرورية لهم، و خاصة مع الأسر ، فحينما يزور المؤمن أو العائلة كربلاء في موسم الأربعين و يكرر الزيارة فإنّه يصير إلى الاندماج و الانصهار في البيئة الدينية مما يجعله أكثر ثباتا و قوة و تحديا للمصاعب الاجتماعية، و يكسب اطمئنانا روحيا و معنويا كبيرا ، و ثقافة حسينية.
و كمثال تطبيقي للرحلات أيضا ترتيب رحلات و دورات على طريقة الكشافة وهي الحركة الشبابية التربوية التطوعية العالمية، و على نمطها يمكن ترتيب و تنظيم الشباب و تنميتهم بدنيا و ثقافيا، مع التمركز في المؤسسات و المراكز الاسلامية، فإنّه عامل تواجد و تشجيع للشباب و جذب و استقطاب.
3- إدخال الرياضات البدنية كأحد أنشطة المراكز الاسلامية الفرعية إن أمكن، أو التنسيق مع القائمين على تلك النشاطات خارج المراكز ، فإنّ الرياضات تستهوي الشباب بطريقة كبيرة ، وهي ضرورية عامة و مفيدة للجسم ، و يقال «العقل السليم في الجسم السليم».
و هنا لابد من الإشارة إلى ضرورة أن يكون هذا النشاط الرياضي مفيدا ، و منظما و مرتبا في الوقت والجهد، و عدم تحويله إلى هدر ساعات من الترف أو التفرج.
و مع وجود الرياضات في المراكز أو ارتباطها بالمراكز سيكثر تواجد الشباب فيها، و يألفونها و يطّلعون على أنشطتها المختلفة ، مما يجلبهم إلى المراكز.
4- اختيار و ترشيح مسؤولين شباب في إدارة اللجان الفرعية في المراكز، مثل لجنة الاحتفالات، و النشاطات، و الرياضة و الشباب، فإنّهم الأقدر على فهم التعامل مع أترابهم و جيلهم.
و إشراك الشباب بشكل رئيسي في برامج المراكز و المؤسسات، و عدم الاقتصار على كبار السنّ و إن كانوا أكثر خبرة، فإنّ الشبابُ يستقطبون الشبابَ.
5- إشراك عدد من علماء الدين الشباب الذين ترعرعوا و نشأُوا في بلدان المهجر، و يعرفون طريقة التعامل و التكامل مع الشباب، و هم و الحمد لله ليسوا قليلين الآن، مما يمكنهم من فهم أكبر لمجتمعاتهم و مؤسساتهم ، و كذلك في معرفة القوانين و المزاج الاجتماعي العام.
6- استخدام لغة أهل البلد الرسمية في التخاطب مع الشباب و خاصة في برامجهم الخاصة مباشرة، و ليس باستخدام اللغات الأم في بلدانهم الأصلية ، أو باستخدام أجهزة الترجمة.
وهذه نقطة رئيسية مهمة في أوربا و في كثير من دول العالم، فهؤلاء الشباب قد ترعرعوا في المهجر و لا يتمكنون بصورة عميقة من الفهم بغير لغتهم المحلية الرسمية، و لا يفهمون مفردات اللغات الأخرى بوضوح، فلغتهم الأم هي اللغة المحلية و هي التي ينبغي أن تكون لغة التخاطب بين صغار السّنّ و الشباب في المهجر.
و المقصود من اللغة المحلية لغة أهل البلد كالفرنسية في فرنسا ، و الألمانية في ألمانيا ، أو لغة أهل المنطقة نفسها إن كانت في البلد أكثر من لغة مثل بلجيكا و سويسرا.
و كذا في استعمال اللغة المحلية في المجالات الأخرى كالكتب أو البرامج الالكترونية و الفيديوهات، مع عدم إهمال اللغة العربية فهي ضرورية جدا في فهم الدين الإسلامي، و كذلك لغة الوالدين إن تعددت عن اللغة العربية.
7- اقتراح أن يكون المركز و المؤسسة الإسلامية مكانا لأخذ الدروس الخصوصية التي يتعلمها بعض الطلاب للتقوية ، بالتعاون مع المعلم و التلاميذ، فهذه طريقة أخرى لتعوّد الطلاب للمجيئ إلى المركز و الأنس به، و تكوين علاقة اتصال مع القائمين في المركز، و علاقات مع زملائهم و أترابهم.
و ان يكون المركز أو المؤسسة مركزا للتدريس و التعليم ، وكذا تعليم أبناء المجتمعات الأوربية و غيرها اللغة العربية أو اللغات الشرقية.
8- فتح دورات تدريبية متعددة و مرغوبة للشباب، بعضها يتعلق بالنشاط الاجتماعي و برامج التواصل الاجتماعي، مثل دورات في الفوتوشوب، و المونتاج، و الفيسبوك و غيرها من الدورات التي تكون تطبيقاتها العملية في دعم الثقافة الاسلامية و الفكر المحمدي الحق، و يجتمع في إقامتها الشباب.
و الاغتنام من برامج التواصل الاجتماعي بتقريب الشباب إلى بعضهم البعض، و تيسير اللقاءات عبر الفضاء الالكتروني، و الاستفادة من تلك البرامج في نشر إنتاجات الشباب الثقافية و الدينية و الاجتماعية المفيدة.
و كذلك دورات أخرى في فنون العمل الاجتماعي و الثقافي و الاداري و الصحيّ، مثل دورة الاسعافات الأولية و إنقاذ الأنفس البشرية، أو دورة في إدارة الأوقات وملء الفراغ فإنّ في تنظيم الوقت و ترتيب الأولويات فوائد عظيمة لا يدركها كثير من الناس ولذا تذهب كثير من أوقاتهم سدى و ضياع !!!
وكذلك دورات في المعارف الإسلامية. كما يمكن تنظيم دورات تناسب الفتيات مما يرغبنّ فيه.
هذه الدورات و النشاطات تقرب الشباب إلى المراكز الإسلامية و تشعرهم باهتماماتهم الجزئية، و تعوّدهم على المراجعة الدورية للمراكز و تشارك في استقطابهم.
9- إجراء عدد من الفعاليات الخاصة للشباب و التي تخرج من الاطار التقليدي إلى إطار أكثر شبابية وحيوية مع المحافظة على المضمون و الهدف، مثل أن يعتمد الاحتفال بأحد الأعياد أو المناسبات على مسابقة ثقافية ممتعة، يكون الحضور فيها أكثر حماسا و مشاركة، و أكثر تركيزا على المعلومة حين الإجابة، و مما يزيدها متعة توزيع جوائز للفائزين و المشتركين.
إنّ إجراء المسابقات الثقافية طبقا للتجربة كان موفقا و ناجحا و به كثير من الحماس و الشوق و الرغبة، و كذا الرغبة في الحصول على الجوائز و إن كانت بسيطة و رمزية مما يزيدها شوقا و حماسا.
و تستعمل الآن طريقة المسابقة الالكترونية باستخدام الهواتف النقالة أو الموبيلات حيث يحدد البرنامج الأجوبة الصحيحة من الخاطئة و الأسرع إجابة ، و الفائزون ، و ترتيب المشتركون مباشرة، مما يزيد المسابقة متعة و يستهوي الشباب.
وكذلك الأعمال المسرحية الصغيرة و المفيدة.
10- قد يحتاج جذب الشباب في بعض الأمكنة إلى الخروج من الأساليب و طرق العمل التقليدية في الأمور العامة كاوقات البرامج و نوعية الأكل، فقد يكون الوقت المناسب لاحياء المناسبات هو يوم الأحد ظهراً أو ضحىً لفئة الشباب بدل ليالي عطلة نهاية الأسبوع في أوربا ، وقد يكون الطعام المناسب لهم هو ما يستطيبوه من الأكلات السريعة.
11- من الأمور الطاردة للشباب مسألة مطاطية وقت البرامج التي تقام في بعض المؤسسات و المراكز، و كذلك في إطالة مدة و زمن تلك البرامج، و بالتالي التقيّد و الالتزام بالضبط بالأوقات و زمن البرامج و المناسبات سيكون عامل جذب، فإنّ الشباب في أوربا مثلا قد اعتادوا أكثر على الالتزام و الانضباط في الأوقات في بداية دروسهم المدرسية و أعمالهم الوظيفية و نهايتها، بينما ترى بعض من المراكز لا يعطي هذا الانضباط أهمية كبيرة و لا يتقيد بأوقات البرامج، وقد يعلن ببدء برنامج في السابعة مساء بينما يبدأ فعلا و عمليا في الثامنة، و المطلوب هو احترام دقيق للأوقات، وعدم ذلك ينتج أثرا سلبيا على فئة الشباب و غيرهم.
و كذلك في مدة أوقات البرامج، فإنّ وقتها ينبغي أن يحدد بالمناسب مع الحاضرين و المحتفلين، و لا يكون مفتوحا طويلا جدا لساعات فيكون عامل مملٌ لبعض الشباب و غيرهم.
12 - ضخ و نشر ثقافة في الجالية الاسلامية تبيّن منزلة الشاب المؤمن عند الله في المراكز الاسلامية مع الاهتمام بهم و دعوتهم و اللقاء بهم، و هذه الثقافة تستمد جذورها من روايات كثيرة نحو قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « سبعة في ظل عرش الله عزّ وجل يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل،..»([6]).
و ما روي في وصية النبي صلى الله عليه وآله لأبي ذر: « يا أبا ذرّ ، ما من شاب يدع لله الدنيا ولهوها ، وأهرم شبابه في طاعة الله ، إلا أعطاه الله أجر اثنين وسبعين صِدّيقا»([7]).
و روايات داعية إلى العلم و التعلم و محذرة من عدم التفقه مما يوجب التأديب ، مثل رواية الإمام الباقر عليه السلام «لو اتيت بشاب من شباب الشيعة لا يتفقه لأدبته»([8]).
و رواية الإمام الصادق عليه السلام: «لست أحب أن أرى الشاب منكم إلا غاديا في حالين: إما عالما أو متعلما ، ...»([9]).
13- القيام بتعليم اللغة العربية و علوم الدين الاسلامي و تعاليمه و أخلاقياته يومي السبت و الأحد و أيام العطلات الرسمية، و إنما ذكرنا هذا متأخرا لحصوله في كثير من المراكز الاسلامية، فهذه الدروس تجلب الأطفال و صغار السن و كذلك أهاليهم، مما يجعلهم يألفون المكان و يكثرون الحضور فيه، و يرى الوالدان و الأسرة أهميته و تأثيره.
14- ضمن الأمور التي تساعد في تنمية و تطوير الشباب و طرق استمالتهم و استقطابهم لابد من توجيه السؤال لهم مباشرة، و الاستعلام منهم عن كيفية تنمية النشاط و تطويره، و يمكن أن تكون طريقة الاستبيان أو الاستبيانات مناسبة في الزمن و المناطق كأحد أدوات البحث عن حلول للشباب و طريقة استقطابهم و جذبهم، و الأفضل أن يكون باللغات المحلية التي يفقهونها و يدركون معانيها، كما أنّه يراعى فيها موافقتها و انسجامها مع المناطق و الأماكن التي يجري فيها الاستبيان، و زمن طرح الأسئلة، و مثل هذه الاستبيانات قد تعالج كثيرا من مواضع الخلل في تعامل المراكز و المؤسسات معهم، لأنهم يرون و يشخصون أوضاعهم أكثر من تشخيص غيرهم و إن كان الكبار قد مروا بفترة الشباب قبلهم، لأنّ ذلك يعتمد أيضا على الزمان و المكان وهو مختلف بينهم و بينهم، وهم «مخلوقون لزمان غير زمانكم»([10]) كما ينسب لأمير المؤمنين عليه السلام.
محمد جواد الدمستاني
الأحد ، ١٩- ذي القعدة -١٤٤٣هـجري الموافق 19 – 06- 2022 ميلادي
[1] - عوالي اللئالي، ابن أبي جمهور الأحسائي، ج ١، ص ٣١٥ ، روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله « الدنيا مزرعة الآخرة».
[2] - نهج البلاغة – خطبة 156
[3] - الأمالي، الشيخ الطوسي، ص ٥٢٦ ، الحديث عن رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله : « اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك».
[4] - بحار الأنوار، ج ١، العلامة المجلسي، ص ٢٢٥
[5] - الكافي ( دار الحديث )، الشيخ الكليني، ج ١٥، ص ٢٣١ ، الرواية ، قال الراوي : «سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ لِأَبِي جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ وَأَنَا أَسْمَعُ : « أَتَيْتَ الْبَصْرَةَ ؟ » فَقَالَ : نَعَمْ . قَالَ : « كَيْفَ رَأَيْتَ مُسَارَعَةَ النَّاسِ إِلى هذَا الْأَمْرِ، وَدُخُولَهُمْ فِيهِ ؟ » .قَالَ : وَاللَّهِ إِنَّهُمْ لَقَلِيلٌ ، وَلَقَدْ فَعَلُوا ، وَإِنَّ ذلِكَ لَقَلِيلٌ . فَقَالَ : «عَلَيْكَ بِالْأَحْدَاثِ، فَإِنَّهُمْ أَسْرَعُ إِلى كُلِّ خَيْرٍ» .
[6] - الخصال، الشيخ الصدوق، ص ٣٥٧ ، الحديث : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله وسلم: « سَبْعَةٌ فِي ظِلِّ عَرْشِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ إِمَامٌ عَادِلٌ ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِيَمِينِهِ فَأَخْفَاهُ عَنْ شِمَالِهِ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَرَجُلٌ لَقِيَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ فَقَالَ إِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَرَجُلٌ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ وَفِي نِيَّتِهِ أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ جَمَالٍ إِلَى نَفْسِهَا فَقَالَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ».
[7] - الأمالي، الشيخ الطوسي، ص ٥٦٥
[8] - المحاسن، أحمد بن محمد بن خالد البرقي، ج ١، ص ٢٨٨
[9] - الأمالي، الشيخ الطوسي، ص ٣٣٣
[10] - شرح نهج البلاغة، ج ٢٠، ابن أبي الحديد، ص ٢٦٧، ذكر ابن أبي الحديد عدد من الحكم نسبها إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، منها «لا تقسروا أولادكم على آدابكم ، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم».