8:10:45
كربلاء مدرسة العلماء... الشيخ الخازن أنموذج الفقيه الأديب المحقق من كربلاء إلى الكوفة، والخازر، فعين الوردة... حكاية السيوف التي انتقمت لدم الحسين "عليه السلام" تهنئة  استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث من النواويس إلى الحائر... رحلة الأرض التي احتضنت الإمامة والشهادة اهل البيت عليهم السلام: منزلتهم و مبادئهم هلاك الاستبداد و نجاة التشاور ... محمد جواد الدمستاني موقف شهداء الطفّ... حين ارتفعت قيم الكرامة فوق رايات النفاق في مكتبة مركز كربلاء... المرجع الأهم للنجاح في إختبار التوفل الدولي مدينة الحسين "عليه السلام" في الأرشيف العثماني... ملامح سياسية واقتصادية يكشفها مركز كربلاء للدراسات والبحوث أسرار تحت أقدام الزائرين... ماذا تخبئ تربة كربلاء من كنوز زراعية وتاريخية؟ قاسم الحائري... شاعر كربلاء الذي بكى الحسين حتى العمى المساجد ومجالس الأدب كمصنع للوعي... أسرار ازدهار الصحافة في كربلاء العمل في فكر الأنبياء "عليهم السلام"... صناعة الإنسان قبل صناعة الحضارة قراءة في كتاب: "الإمام المهدي في القرآن والسنة" سفر من نور في مكتبة مركز كربلاء كتب "الولائيات" بين المبالغة والوهم... مركز كربلاء يقرأ نصوص الطف بعين العقل والمنطق تحت شعار: "بالألوان نرسم الأمل".. مركز كربلاء يحلّ ضيفاً على أول معرض فني بمدرسة عراقية في مدينة قم المقدسة الصبر على المصيبة مصيبة للشامت ... محمد جواد الدمستاني في إصدار علمي جديد... مركز كربلاء يسبر أغوار خزائن العتبات المقدسة الحوزة العلمية في كربلاء... مجدٌ نُقش بأسماء الكبار وتراث عظيم ينتظر من يزيح الغبار عنه
اخبار عامة / أقلام الباحثين
02:37 AM | 2023-02-13 1425
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

تجسّدات كربلاء في ضمير الفن ..ح(5)

(سلسلة حلقات أحاول من خلالها تناول ملحمة كربلاء في الفن برؤى تحليليّة من حيث البنية  الملحمية والفلسفية والتعاطي الفني معها!)

بقلم/ محمد طهمازي

(رمزية الحصان في الملحمة الكربلائية)

نشأت رؤية أوربا القرون الوسطى للحصان الأسطوري من مصادر توراتية ووثنية، حيث اختُلِقَت قصة رمزية محبوكة بطلها الحصان وحيد القرن سالف الذكر، إذ يلتقي هذا الكائن بمريم العذراء وفور أن يراها يضع رأسه على حجرها وينام. أصبحت هذه دلالة رمزية أساسية ومرجعية لرؤية أوربا القرون الوسطى عن الحصان وحيد القرن، ما يبرر ظهوره لاحقًا في نصوص ولوحات الفن الديني المسيحي!

 في الإنجيل تظهر رمزية الحصان بأشكال متعددة. على سبيل المثال، ورد في الإصحاح التاسع عشر من رؤيا يوحنا "...ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإذَا حِصَانٌ أَبْيَضُ يُسَمَّى رَاكِبُهُ "الأَمِينَ الصَّادِقَ" الَّذِي يَقْضِي وَيُحَارِبُ بِالْعَدْلِ..."، ويفسر رجال الدين المسيحيين هذه الرؤيا أو النبوءة بأنها إشارة إلى عودة المسيح المخلص في نهاية الزمان برغم أن ما من أحد لقّب بـ"الصادق الأمين" أو "الأمين الصادق" وفق ما ورد في الروايات التاريخية سوى النبي محمد!.. وورد في الإصحاح السادس من ذات السفر، النبوءة المعروفة باسم الفرسان الأربعة، الذين يركبون الفرس الأبيض، الفرس الأحمر، الفرس الأسود والفرس الأخضر، ويرمزون إلى: النصر، الحرب، المجاعة والموت، وفق التسلسل.

ظهر التجلي الإعجازي للحصان في الثقافة الإسلامية الجمعية، حيث البراق في الإسراء والمعراج .. في "شرح النووي على مسلم"  (2/ 210)قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: الْبُرَاقُ: اسْمُ الدَّابَّةِ الَّتِي رَكِبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ، قَالَ ابن دُرَيْدٍ: اشْتِقَاقُ الْبُرَاقِ مِنَ الْبَرْقِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ، يَعْنِي لِسُرْعَتِهِ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لِشِدَّةِ صَفَائِهِ وَتَلَأْلُئِهِ وَبَرِيقِهِ، وَقِيلَ: لِكَوْنِهِ أَبْيَضَ ..". وروى الثعلبي في "تفسيره" (6/ 56) من حديث ابن عباس مرفوعا، ولفظه:"  فإذا أنا بالبراق، دابة فوق الحمار، ودون البغل، خدّه كخد الإنسان، وذنبه كذنب البعير، وعرفه كعرف الفرس...." واعتمدته الثقافة الشعبية والفنية على كونه حصان ركّبت عليه لمسات نراها في الصورة المرفقة..

كما جاء في سياق تفسير الآية رقم 31 من سورة ص: "إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ".. وبحسب ما ورد في تفسير الطبري فإن الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ الواردة في الآية هي الخيل أخرجها الشيطان لسليمان، من مرج من مروج البحر، "وقيل كانت لها أجنحة... وذُكر أنها كانت عشرين فرساً ذوات أجنحة"...

وفي سورة العاديات قال تعالى :" وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا )2 (فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا(3فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) " .. يقسم تعالى بالخيل إذا أجريت في سبيله فعَدَت وضبحت ، وهو : الصوت الذي يسمع من الفرس حين تعدو, وفق تفسير بن كثير.

فأين كان الحصان في ملحمة كربلاء من هذا الإرث التاريخي هل كان امتدادًا لرؤاه وتصوراته التي تراوح بين الواقعية والأسطورية, أم كان منقطعًا ومختلفًا عنها؟

يتبع ...

Facebook Facebook Twitter Whatsapp