في اليوم الثالث لزيارة الأربعين تم تأجيل النشاط اليومي الميداني المقرّر من قبل مركز الدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدّسة لأسباب تتعلق بالازدحام الذي تخطى حدود الخيال والذي يرتبط بقدرة مدينة كربلاء على استيعاب ما يفوق الثلاثين مليونا من الزوار العراقيين والعرب والأجانب...
في مقاربتنا العلمية الميدانية لبعض الشوارع المكتظة بالزوار بات لدينا تصور واضح بأن هناك معجزة حقيقية غير قابلة للتشكيك تحصل في كربلاء المقدّسة.
لذلك يأتي الوصف الحقيقي لهذه الزيارة المليونية وبعد سؤالنا لبعض الجهات المختصة بالاحصائيات بأنها الأكبر في تاريخ العراق المعاصر من حيث أعداد الزائرين الذين توافدوا إلى كربلاء المقدّسة من كلّ أنحاء العالم بشكل عام، ومن العراق بشكل خاص. ومن جهة أخرى، لا بد لنا من خلال متابعتنا لهذا الحدث الاستثنائي من إيصال رسالة إلى العالم بأن مدينة كربلاء تشهد تظاهرة سلميةً راقية لغتها المحبة والأخلاق والكرم وحسن الضيافة، وليس لغة الدم كما توصفها القنوات الاعلامية المتواطئة التي يُدفع لها مليارات الدولارات لكي تضلّل حقيقة ما يجري على أرض الواقع من المشايا وما يترافق معها من المأوى والمأكل والمشرب وكل الحاجات التي يطلبها الزائر..
في سياق آخر، لا بدّ من التنويه وبحسب المشاهدة بالمشاركة بالقوى الخدمية والأمنية في كافة مؤسسات الدولة لإتمام زيارة الأربعين بالشكل الأمثل حيث كان من الملفت لنا المشاركة الواسعة للقوات الأمنية والعسكرية العراقية بالاضافة الى عناصر الانضباط والمتابعة والمساندة التابعة للعتبات المقدسة التي لعبت دورا مهما واستراتيجيا في تدعيم قدرة مدينة كربلاء على استيعاب هذا العدد الهائل من الزوار وتوفير حاجاتهم الأساسية على مدار أيام الزيارة..
أما المشاكل والسلبيات الملفتة للنظر وعلى رأسها أزمة النفايات على الرغم من متابعتها يوميا، الا أن هذه المشكلة لا يتحمل مسؤوليتها أهل المدينة والجهات المسؤولة عن الزيارة، فنحن أمام الملايين من جنسيات مختلفة ولكل منهم ثقافته وأسلوبه الذي لا يمكن التحكم به رغم كل برامج التوعية والاعلانات المرافقة لها..
يضاف إلى هذه المشكلة أزمة الازدحام والطرقات التي تحتاج بالفعل إلى مشاريع جديدة ومنها الجسور والأنفاق لإنهاء المشكلة من جذورها.