في قراءتنا العلمية والروحية للزيارة التي نظّمت من قبل مركز الدراسات والبحوث في العتبة العلوية المقدسة الى متحف الامام الحسين عليه السلام، يمكن القول أننا قد تحولنا في الطريق المؤدي إلى المتحف وفي محيطه الداخلي إلى جزء لا يتجزأ من مئات الآلاف من الزائرين خلال زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) حيث التقينا هناك من مختلف الجنسيات والأيان وخضنا تجربة فريدة من نوعها ونحن نرى بالعين المجرّدة حقيقة هذه الملحمة الحسينية الإنسانية الحماسية التي لا نظير لها في العالم شكلاً ومضموناً، الأمر الذي حمّلنا مسؤولية كبيرة سواء كنا من النخبة العلمية أو من وجهاء المجتمع وأعيانه في إبراز هذه الظاهرة الكونية الأربعينية على خير وجه، وبصورة متميزة وحضارية؛ بحيث نعمل على أن تكون الأربعينية جاذبة للآخرين ومؤثرة فيهم إيجابيا.
أما في متحف الامام الحسين (عليه السلام) فلقد تم عرض تاريخي مفصل لكيفية بناء هذا المعرض وأهدافه واستراتيجية ادارته، بالاضافة الى الشرح العلمي الواضح حول ما يحتويه المعرض من المقتنيات والتحف القديمة التي أهداها الملوك والأمراء والسلاطين والوجهاء والتجار والمسلمين على مختلف مشاربهم والمحبّون إلى المرقد المطهر على مدى الأزمان.
استطاع مركز الدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة أن يجعلنا نشعر بأن متحف الامام الحسين (عليه السلام) أصبح مقرا دائما لخدمتنا كباحثين وكوادر علمية وثقافية علنا نستطيع أن ننقل إلى العالم أجمع هذا التراث الإنساني الحسيني العظيم، وأن نقدّم معلومات مفصلة عن النفائس والمقتنيات المعروضة بالاضافة الى تقديم الاجوبة الدقيقة لاستفسارات كل من يسأل عن زيارتنا الى العتبة الحسينية المقدسة ومتحف الامام الحسين.
أما الجزء الاخر من الزيارة، فكان الى مستشفى سفير الإمام الحسين (ع) الجراحي التخصصي بكربلاء المقدسَة ، وعلى الرغم من أن الزيارة كانت فقط لالقاء نظرة حول المستشفى من الداخل الا أنني كباحث قد توجهت بالأسئلة الى بعض العاملين في المستشفى وبعض الاداريين حول دور المستشفى وأهمية ما تقوم به في زيارة الأربعين، فاتضح لي من خلال الأجوبة أن هناك درجة كبيرة من الوعي والادراك والاهتمام الناتج عن التخطيط المسبق لكيفية التعامل مع زوار الامام الحسين من اصحاب الأمراض المزمنة الى الحالات الطارئة، وبالتالي وجدت أن المستشفى قد وضعت خطة متكاملة لتقديم أفضل ما يُمكن تقديمه للمواطنين والزائرين الوافدين لإحياء الأربعين.
وتجدر الاشارة هنا، الى أهمية العلاقة التي تربط المستشفى وباقي المؤسسات العاملة من أجل زوار الامام الحسين وخاصة في فترة الأربعين مع العتبة الحسينية المقدسة خاصة تلك الخطط الطبية والصحية والتوعوية وخطط الطوارىء والمستشفيات المتنقلة التي تتضمن فرق طبية متجولة وفرق اسعاف للتدخل حين تدعو الحاجة... وهذا بالطبع ما يساهم بتقديم أفضل الخدمات لمئات الآلاف من الزائرين الوافدين من كل أنحاء العالم