نشرت مجلة السبط المحكمة التابعة لمركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة يوم السبت 3 / تشرين الأول / 2021 ، مقالاُ بعنوان " أثر زيارة الاربعين في توحيد صفوف المسلمين" .
وتناولت المجلة موضوعا في عددها الخاص بوقائع المؤتمر العلمي الدولي الثالث لزيارة الأربعين في المجلد السابع، العدد الثاني، للسنة السابعة، 2021م، ص32-33-34 ، ذكرت فيه ، ان " سيرة اهل البيت سلام الله عليهم هي مدرسة لا تنفد، لما فيها من المواقف والصور والحكم، وقضية الامام الحسين(عليه السلام) هي نبراس للأمة جمعاء" موضحةً " الرجل يعرف صوراً واقعية للتقوى والايمان والغيرة والحمية على الدين والعيال، وممن ترك عياله وزوجته ودنياه بالآخرة طلباً لرضا مولاه الحسين(ع)، والمرأة تأخذ مثالاً وقدوة من الصبر والعفة والتقى، وحتى الطفل والفتيان، فكل هؤلاء يستطيعون ان يلتمسوا قدوة واقعية في تلك المصيبة العظيمة مما تنعكس ايجاباً على انفسهم، ولكثرة المخاطر التي تحيط بالإسلام، والحرب الشعواء التي تحيط بالاسلام بين الحين والآخر يحاول اعداؤه النيل منه من خلال عدة طرق ان كان بالحرب او الاعلام او غيره"
وأضافت " اكثر ما يخيف اعداء الاسلام هي وحدة المسلمين وتراصهم ووحدة هدفهم وغايتهم، ففي زيارة الاربعين، تتوحد الصفوف المختلفة الاعراق والالوان والخلفيات الثقافية والبيئية واللهجات، بخط سير متوحد الاتجاه والرؤية الى المولى أبي عبد الله الحسين(ع)، فنرى في الموكب الواحد عدة لهجات، عدة جنسيات تخدم الزائر مهما كان عرقه او لونه او لهجته"
وأشارت السبط المحكمة الى ان " المواكب قد قدمت من دول مختلفة عربية واجنبية كالكويت وسوريا وعُمان والسعودية والبحرين وايران وامريكا وبريطانيا وباكستان والسويد والمانيا والدنمارك وروسيا والهند وافغانستان واذربيجان وتركيا. يُذكر أن عدد المواكب والهيئات المسجلة لأربعينية العام الماضي 1434هـ قد تجاوز (17500) موكباً وهيأة على مستوى العراق والعالم الإسلامي بمختلف أنواعها، سواء كانت هيئات خدمية أو مواكب عزاء فقط، وقد تكون مشتملة على تقديم الخدمة وممارسة العزاء أيضاً، فيلاحظ المتتبع ارتفاع نسبة الزوار من غير العراق خصوصاً ، تجمعها غاية واحدة هي رضا الله تعالى واحياء شعائر الله و الزيارة العظيمة"
معللةً ان "الزيارة عبادة، وليس الغرض من حث أهل البيت (ع) على تلك الزيارة والعبادة العظيمة هو مجرد العبادة بل من الغايات هو توحيد صفوف المسلمين في منهج واحد، وقدوة ايمانية لم تخضع للظلم والجور، قدوة جسدت الاسلام بما هو فلم يخرج بطراً ولا اشراً انما خرج طالباً للاصلاح، وحين يتجه المسلمون الى كعبة الاحرار تتجدد الصور الايمانية والقيم الاخلاقية مما ينعكس ايجاباً عليهم، والوحدة الاسلامية تكون شاخصة بوضوح من خلال تلك الصور المجسدة لمعنى الوحدة والإخاء".