ذكرت صحيفة "باكستان توداي" الباكستانية الشهيرة أنه ومنذ إعلان منظمة الصحة العالمية في 11 آذار الماضي، عن الفيروس الجديد "كوفيد-19" كوباء عالمي، فقد ألمح الاقتصاديون حول العالم إلى إحتمالية ظهور موجة صدمات وصفوها بـ "المدمرة" بحق نظام العرض والطلب الإقتصادي.
وقالت الصحيفة في مقال لها إنه "بحلول منتصف شهر آيار الماضي، كشفت الإحصائيات عن وصول عدوى فيروس (كورونا) لأكثر من 7.9 مليون شخص وأكثر من (432,000) حالة وفاة في (215) دولة حول العالم، فضلاً عن العبء المتزايد على الحكومات وأنظمة الرعاية الصحية على إختلاف إمكانياتها، لتصل في بعض الدول إلى إعلان حالة الإغلاق الكامل لمدنها وما لهذا الإجراء من تداعيات اقتصادية خطيرة".
وتابع المقال أنه "من المثير للاهتمام، هو تركيز معظم المناقشات الجارية على إيجاد تدابير مناسبة لتحقيق التوازن بين جهود الصحة العامة التي من شأنها كبح جماح الفيروس، وتحييد الأثر الاقتصادي له، فيما أن ما يفتقده المحللون حول العالم حقيقةً، هو التهديد الوشيك الذي يمثله الوباء على النظام العالمي السائد"، مشيراً الى أن "الأزمات المالية في الماضي كانت قد أنتجت تغييرات كبيرة في التفكير الاقتصادي وصياغة السياسات لفترة ما بعد الأزمة، وهو ما قد يظهر أيضاً على نظيرتيّها القائمتيّن على مفهوم (العولمة) خلال فترة ما بعد الوباء".
وأضافت الصحيفة الباكستانية أنه "إذا كانت الصين هي مركز التصنيع الأول في العالم، فإن الدول المطلّة على الصحراء الكبرى، هي حجر الزاوية في توريد السلع القائمة على الموارد الطبيعية مثل النفط والمعادن، وفي الوقت الذي تسببت فيه الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بتعكير ما يسمى بـ (سلاسل القيمة العالمية) والخاصة بإنتقال البضائع بين المصنّع والمستهلك، فإن (كورونا) كان قد سرّع بتدميرها فحسب، مؤدياً بالتالي الى تقليص كبير في الطلب والاستهلاك، مما سيتعين على الاقتصادات الوطنية أن تبدأ بالتفكير في مفهوم تقليل الاعتماد الخارجي على المدى البعيد".
وإختتمت صحيفة "باكستان توداي" مقالها بالقول، إن "من نتائج الوباء الحالي هو إنهاء دافع (تعظيم الربح) على حساب الحياة البشرية المعمول به لدى الشركات العالمية، بل والتقليل أيضاً من الآثار السلبية لتغير المناخ نتيجة لسياسات تلك الشركات، ناهيك عن دفع المستهلكين الى إعادة النظر في أنماط الاستهلاك الحالية، مما سيزيد من قيمة الإستدامة التي فشلت جميع الجهود السابقة في تطبيقها عملياً".
المصدر:
https://www.pakistantoday.com.pk/2020/06/16/is-this-the-end-of-globalisation/