اجواء من الحزن مع اقتراب ذكرى استشهاد الإمام علي "عليه السلام" بعد أن ضربه الناصبي المرتد "عبد الرحمن بن الملجم المرادي" بسيفٍ مسموم في فجر التاسع عشر من شهر رمضان المبارك سنة (40هـ) لحظة إقامة الإمام "سلام الله عليه" لصلاة نافلة الفجر في مسجد الكوفة المعظّم.
تذكر الروايات الواردة عن الأئمة الأطهار "عليهم السلام" أن "الملائكة ضجّت حينها بالبكاء، وهبّت ريح عاصفة سوداء واصطفقت ابواب المسجد، ونادى جبرائيل عليه السلام في تلك اللحظات، (تهدمت والله أركان الهدى، وانطمست والله نجوم السماء وأعلام التقى، وانفصمت والله العروة الوثقى، قتل إبن عم المصطفى، قتل الوصي المجتبى، قتل علي المرتضى، قتل سيد الأوصياء، قتله أشقى الأشقياء)".
وكان " عبد الرحمن بن ملجم المرادي" ثالث ثلاثة من الخوارج الذين إجتمعوا بـمكَّة، فتذاكروا أهل النهروان وترحَّموا عليهم، وقرروا قتل علي "عليه السلام" ومعاوية و عمرو بن العاص، فقال "إبن ملجم" حينها "أنا أكفيكم عليَّا"، وكان للمرأة الخارجية "قطام بنت شجنة بن عدي "، دور في نجاح خطته.
وبعد شهادته "عليه السلام" قام أبناؤه الحسن والحسين "عليهما السلام" وأخوهما "محمد بن الحنفية" يساعدهم "عبد الله بن جعفر" بدفنه سرّاً في منطقة "الغريين" محل القبر المعروف في العراق وعفي -أخفي -أثر قبره بوصية منه "عليه السلام" خوفاً من بني أمية وأعوانهم والخوارج، من نبش القبر.
المصدر/
بحار الأنوار ج42، ص279.
عبد الكريم بن احمد بن طاووس، فرحة الغري، ص 93.
المجلسي، البحار، ج 42، ص 222