إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
ومن الدور الإيجابي للفروض في عملية أكتساب الحكمة والتفكير الحكيم مساعدتها في إثارة المشاعر المحرضة للبحث عن الحكمة والصبر في الوصول إليها، أو المساندة لمقتضى الحكمة بما يوجب تفعيل الحكمة في النفس الإنسانية، وذلك من قبيل استحضار الغائب والمستقبل الذي ينبغي الاعتبار بهما حتى يكون لهما الوقع المناسب في النفس الإنسانية، كي لا يفنى الانسان في العاجل المحسوس، وقد سبق ذكر أن قدرة الانسان على حسن تقديره للأمور العاجلة المحسوسة بما يلائم حجمها من مشهد الحقائق والاحداث.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص276