إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
اعلم ــــ سددك الله تعالى ـــــ أن الله سبحانه وتعالى فضلاً عن كونه واضع سنن الحياة ومبدعها فإنه يملك التصرف بالأشياء من خلال بواطنها غير المشهودة للإنسان إلى حيث شاء، فبيده ناصيتها وأزمتها، يعلم أسرارها ويملك خزائنها، لا يصدر شيء إلا بعلمه، ولن يتحقق أمر إلا بإذنه.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص152