إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
أن يستيقن بقدر الله سبحانه ويرضى بقضائه، وقدر الله تعالى هو ما خط من الابتلاء والنعمة للمرء مما لا يخطأه حسب اقتضاء سننه سبحانه في هذه الحياة التي لا تغيير ولا تبديل فيها. اما القضاء فهو ما لم يقدر قدراً محتوماً ولكنه مما أذن فيه سبحانه تفريعاً على متغيرات الحياة ومقتضيات أفعال الإنسان واعماله الاختيارية.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص150.