إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
أن يحسن الظن بالله سبحانه، فإن حسن الظن به عز وجل ينم عن التفاته إلى مواضع نعمه عليه وتقديره لها وعن تنبهه لحاجته وفقره اليه سبحانه وعدم جدوى أحد من خلقه له من دونه، فإن المرء إذا وجد من غيره إحساناً سابقاً له أو كان مضطراً إليه لا يجد سبيلاً سواه وهو يعرفه بالمعاني الحميدة أحسن ظنه به.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص149