إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
ينبغي التفات الإنسان إلى أن خلفه سبحانه للخلق بإرادته هو لا يمنع من عظيم حقه عليهم في إنعامه وإحسانه، إذ لا يخرج بذلك ــــــ على وفق قواعد الفطرة وشهادة الضمير ـــ عن كونه منعماً ومحسناً. ألا ترى أن الوالدين وإن سببا إلى وجود الولد بإرادتهما وطلباه ليكون أنساً لهما وعوناً فإنهما يستحقان عليه الشكر والامتنان بالأدب والإحسان، والله تبارك وتعالى أولى بالاستحقاق.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص145