إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
اعلم أن الله سبحانه وتعالى ـــــــ على ما تضمنته رسائله إلى خلقه واقتضته قواعد العقل والفطرة وأيدتها شواهد الحياة هو ولي خلقه جميعاً، من وجوه بعضها عامة وبعضها خاصة بمن لم يتنكر لولايته ولم يعرض عنه، فهو سبحانه مربي خلقه وكافلهم وراعي مصالحهم في هذه الحياة، لإيصالهم إلى مبتغاهم من السعادة في الدنيا وما بعدها وتجنيبهم عوارض الشقاء.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص144