إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
سلب الإسراف للبركة فمن الوجه فيه أن تقدير الإنسان لما متع به من نعم وإمكانات وانتفاعه بها انتفاعاً محسوباً مضبوطاً ومقدراً يؤدي إلى الحفاظ على المال، وسلامته من الضياع، والإسراف ـــــ وإن احتقره صاحبه ناظراً إلى حالة جزئية ــــــ إنما يكون خلقاً وسلوكاً تترتب عليه مئات الممارسات المسرفة مما يؤدي إلى هدر المال وضياعه.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص142