لمّا سيّر ابن سعد (لعنة الله) بالرؤوس إلى الكوفة، أقام مع الجيش إلى الزوال من اليوم الحادي عشر، فجمع قتلاه وصلّى عليهم ودفنهم، وترك سيّد شباب أهل الجنّة وريحانة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ومَن معه من أهل بيته وصحبه بلا غسل ولا كفن ولا دفن، تسفي عليه الصبا، ويزورهم وحش الفلا.
رحيل السبايا من كربلاء
وبعد الزوال ارتحل إلى الكوفة ومعه نساء الحسين (عليه السلام) وصبيته والنساء والاطفال وسيرهم على أقتاب الجمال بغير وطاء كما يساق سبي الترك والروم و هنّ ودائع خير الأنبياء ومعهنّ السّجاد علي بن الحسين (عليه السلام) وعمره ثلاث وعشرون سنة ، وهو على بعير ظالع بغير وطاء وقد أنهكته العلّة ومعه ولده الباقر (عليه السلام) وله سنتان وشهور ، ومن أولاد الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) زيد وعمرو والحسن المثنّى ، فإنّه أُخذ أسيراً بعد أنْ قَتل سبعة عشر رجلاً ، وأصابته ثمان عشرة جراحة وقُطعت يده اليمنى، فانتزعه أسماء بن خارجة الفزاري ؛ لأنّ اُمّ المثنّى فزاريّة ، فتركه ابن سعد له .