حركة مايس هي حركة وطنية عراقية تُعد من أبرز احداث تاريخ العراق، بدأت في الاول من شهر شباط واستمرت لغاية 2 مايس 1941، اذ شهد العراق بعد عام 1939م معارضة قوية لحكومة الوصي عبد الاله الموالية للبريطانيين من قبل قادة الجيش والشخصيات الوطنية بزعامة رشيد عالي الكيلاني، اذ تزعموا معارضةً برلمانيةً وسياسيةً وشعبية واسعة للتحرر من التبعية البريطانية، مثلما كانت تقاوم وتنتقد في الشارع أيضا تلك التيارات الطامحة لفصل العراق عن بريطانيا، وعلى الرغم من محاولات حكومة الوصي عبد الاله لأفشال المعارضة الوطنية، الا ان قوة الأخيرة وقفت بالضد منها، عندها أدركت بريطانيا بان العراق قد خرج عن دائرة طوعها واستراتيجياتها.
أدت تلك الإجراءات إلى تفاقم نقمة الجماهير والتيارات الوطنية والقومية والتحررية التواقة للخروج من ربقة الهيمنة البريطانية التي أخذت تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في البلد منها تعيين الموظفين وهيمنة المستشارين على الوزارات والهيمنة الاقتصادية على السوق والعملة والنفط علاوة على السياسة العامة الداخلية والخارجية. وأضحى الوضع قابل للانفجار في أي لحظة، مما أدى إلى عزل الحكومة والتشكيك بوطنيتها.
ومن خلال قراءتنا لتاريخ العراق السياسي لا نجد أي شائبة في إن الحوزة العلمية هي الأساس في تحريك السواكن داخل المناخ السياسي بالشكل الذي يحقق الاعتدال والإصلاح في المجتمع، وهذا ما أثبته المجتهدين الأعلام من رجال الدين في كربلاء ابان حركة مايس 1941م، اذ كانوا اول من افتى بوجوب محاربة البريطانيين ودعم مشروع الاستقلال العراقي الذي أكدته الفتاوى الثلاث.
الفتوى التي أصدرها حجة الإسلام العلامة السيد حسين القمي الطباطبائي الكربلائي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد واله المعصومين ولا حوله ولا قوه الا بالله العلي العظيم
السلام على كافة إخواننا المؤمنين ورحمة الله وبركاته
ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص، لا ريب ان وجوب الدفاع عن بيضة الإسلام والمسلمين من ضروريات الدين وهو من أفضل الطاعات وفيه الفوز بخير الدارين وإحدى الحسنين، فلا تهنوا في ابتغاء القوم وكونوا يدا واحدة على اعدائكم، يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم وتآزروا وتعاضدوا ولا تفرقوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين.
حسين الطباطبائي القمي
يتبع ....