تابع الدكتور هاشم جعفر قاسم كتابة تاريخ سوق التجار الكبير والليلة التي أعدم فيها السوق وانتهاء حقبة مهمة من تراث كربلاء القديم.
ذكر الدكتور هاشم، إن " كربلاء المقدسة مدينة عريقة تضرب جذورها في عمق التاريخ، لا سيما التاريخ الإسلامي، وهي مدينة عالمية من حيث الزائرين والطقوس والعمارة، ولأنها ذات رمزية قيمية عالية متمثلة بالقيم التي أرستها عاشوراء الحسين فيها، فإن قوى الشر لم تكف عن استهدافها عبر سنين التاريخ المنصرمة".
وأشار هاشم جعفر الى بداية قرار إعدام السوق، فأن الاعدام " بدأ عندما خضعت المدينة إلى الدولة العراقية المعاصرة التي أنشأت عام 1339-۱۹۲۱، وتحديداً في أواسط ثلاثينات القرن الميلادي الماضي عندما اتخذت الحكومة المركزية في بغداد قراراً بإعدام ثالث منائر المشهد الحسيني الشريف وهي (منارة العبد)، وهكذا طالت يد الإعدام تراث كربلاء الديني، والتاريخي، والأثري، والعلمي، والاقتصادي، والتجاري، لترسم صورة مشوهة للمدينة التاريخية المقدسة".
وأضاف، إن " ضمن هذا السياق جاء قرار إعدام سوق التجار الكبير كأحد مراكز كربلاء التاريخية والعمرانية والعلمية التي اتخذ نظام (البعث) قراراً بإعدامها في سبعينات القرن الميلادي العشرين، وبدأ تنفيذ الحكم في آخر أعوام القرن الهجري الماضي ۱۳۹۹ -۱۹۷۹م، واكتمل في العام التالي ١٤٠٠ -١٩٨٠" متابعاً، إن " المرحلة الثانية من الإعدام، كانت أيضاً ضمن قرارات الإعدام الجماعي التي اتخذها نظام (البعث ) ضد المدينة، وذلك بعد الانتفاضة الشعبانية عام 1411هـ -١٩٩١م، ليسوى مع الأرض تاريخ وتراث حافل زاد عن ألف عام امتد من العصر العباسي والمغولي ثم الجلائري والعثماني، حتى الجمهوري، بعد أن كان شاهداً على تاريخ كربلاء وأحداثها، ورجالاتها وبطولاتها".