كتب الدكتور هاشم جعفر قاسم في كتابه (سوق التجار الكبير .. شاهد لألف عام)، الصادر عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث إن " سوق التجار الكبير كان السبيل الوحيد الذي تسلكه المواكب الحسينية، سيما في الليالي العشر الأولى من شهر محرم الحرام، إذ تخترقه ليلا من بدايته حتى نهايته مجموعات المعزين، وما تردده من شعارات تستنكر من خلالها ما اقترفه قتلة الإمام الحسين وأصحابه، وتطالب الجمهور المحب والموالي لآل البيت بالسير على نهجهم واقتفاء أثرهم في التضحية والإيثار من اجل أن تبقى شعلة الإمام الحسين وهاجة يستنير بها كل الأحرار الذين يسعون إلى حياة كريمة ".
وتتمثل هذه التجمعات التي تطلق عليها تسمية (العزيات) كلاً حسب المحلة التي ينتمي إليها، وذكر الدكتور هاشم " يتسابق سكان مدينة كربلاء وأحيائها والمدن المجاورة في حجز مقاعدهم على أعتاب المحلات المغلقة للمشاركة في الإحزان والتعبير عن عواطفهم وتشجيعاً للسائرين في المواكب الحسينية، حيث يغلق النصف الأعلى من باب المحل، وتطفا إنارته الداخلية، ويكتفى بالإنارة الخارجية التي تكون حمراء حصراً، وفي صبيحة اليوم العاشر من المحرم يمر من خلاله عزاء طويريج (ركضة طويريج) وهي خاتمة الفعاليات والنشاطات الحسينية حيث تفد أعداد غفيرة لا تقل عن باقي المناسبات الدينية "، وعندها تحدث هذه الأجواء حزناً وألماً في نفوس الزائرين.
والجدير بالذكر إن المنظر الذي تتركه المصابيح والمشاعل الحمراء من أجواء يعجز التعبير عنها، لما تحدثه في خلجات النفوس من حزن وأسى وألم.
واضاف هاشم جعفر إن " للسوق موكب عزاء خاص به يسمى (عزاء التجار)، وينطلق عشية يوم عاشوراء بعد تجمع تجار السوق عند الروضة العباسية المقدسة، وينطلق الموكب ماراً بالسوق وهو يتوجه إلى مرقد الإمام الحسين ".
وفي وصفه لمناسبة ولادة الائمة الاطهار، قال الدكتور هاشم " أما في مناسبات الأفراح، ومنها الثالث عشر من شهر رجب المصادف ولادة الإمام علي بن أبي طالب له، فيزهو السوق بالإثارة الجميلة بجميع الألوان، وتعلق الأجسام البراقة، وترفع اللافتات على القسم العلوي من المحلات تهنئ فيها العالم الإسلامي عامة ومحبي أهل البيت خاصة، وبهذه المناسبة السعيدة توزع الحلوى على الوافدين إلى السوق وعلى المتبضعين "
يتبع ...