لعبت الصحافة دوراً كبيراً في مضمار الحياة الفكرية، وكان لها نصيب وافر ونشاط ملموس في دفع زخم الحركة الثقافية الى التطور والازدهار، ووفقاً لهذه المعطيات يسلط الموقع الرسمي لمركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، الضوء على المصادر والمراجع التاريخية التي تنقل لنا تاريخ الصحافة في هذه المدينة المقدسة.
وذكر المؤرخ الكربلائي الأستاذ سلمان هادي ال طعمة في مؤلف (تراث كربلاء) ضمن سطور الصفحة (372)، ان "الصحافة ليست حديثة العهد اذ ان جذورها تمتد الى عشرات السنين واسهمت في رفع المستوى الثقافي والفكري في سائر انحاء المدن العراقية كبغداد والموصل والبصرة وغيرها"
وأضاف، ان "كربلاء ذات امجاد ثورية خالدة لها ماضيّها التليد وحاضرها المشرق، فهي بحق معين الثقافة ومنبع الحضارة نظراً لمكانتها العلمية المرموقة؛ ولأنها محطّ رحال المسلمين منذ امد طويل"
واستعرض ال طعمة تاريخ صدور أبرز الصحف والمجلات في مدينة كربلاء المقدسة مبيناً، ان" جريدة الاتفاق صدر العدد الأول منها في 7 اذار 1917م، وانشأها الميرزا علي الشيرازي وجريدة الغروب الأسبوعية السياسية والتي ادار شؤونها عبّاس علوان صالح وصدر عددها في 24 تموز 1935م، ونشرت مختلف البحوث الاجتماعية وكانت تطبع في مطبعة الشباب وظلّت تصدر حتى عام 1937م".
وتابع الأستاذ سلمان ال طعمة، انه" وفي سنة 1941م، تأسست في كربلاء جمعية أدبية باسم ندوة الشباب العربي وأصدرت جريدة أدبية يومية جامعة باسم الندوة وكان مديرها المحامي السيد محمد مهدي الوهاب ال طعمة وساهم في تحريرها نخبة من رجالات كربلاء المثقفين".
كما استطرد المؤلف في سطور الصفحة (374)، ان" الأستاذ عباس علوان الصالح وفي عام 1943م، أصدر جريدة الأسبوع الأدبية الجامعة، وكانت تضم بحوثاً أدبية ممتعة وتراثاً علمياً ضخماً، ثم انتقلت الى بغداد حيث استأنفت صدورها هناك، وصدرت جريدة القدوة الأسبوعية عام 1951م وكان يرأسها الأستاذ رحيم خضير الكيال وكانت منبرا لأقلام كبار الكتّاب والادباء والباحثين وكان تأثيرها كبير في تكوين الاذواق وتهذيب النفوس واستمرت حتى 1953م".