قبيل وقت السحور بفترة أمدها ساعة واحدة أو أكثر، يطوف (المسحراتي) أي الطبال ليدق على صفيحة فارغة (تنكه) منبهاً النائمين وموقظاً اياهم ، ثم تطورت هذه العملية بالضرب على الطبل بدلاً من الصفيحة، وذلك استعداداً للسحور في كل ليلة من ليالي رمضان ، وهذا التقليد من العادات القديمة المتوارثة حتى يومنا هذا ، وضربات المسحراتي بطبله يدوي في سكون الليل منادياً (اكعدوا يالصايمين اكعدوا اتسحروا) وفي هذا الوقت نسمع التمجيد من على المآذن ، وهو دعاء يتلوه المؤذن بأطوار مختلفة والحان شجية مؤثرة داعياً ومذكراً ومحرضاً على السحور، وبعد أن ينهض افراد العائلة جميعاً يجلسون حول المائدة وبعدها يقرأون دعاء البهاء وأوله : (اللهم اني اسألك من بهائك بابهاه) والأدعية الخاصة بالسحور الأخرى.
وقبيل اذان الفجر بعشرين دقيقة، نسمع مناجاة المؤذن، وكانت تؤلف ابياتاً من القريض خصيصاً لهذه المناسبة، وهي :
اشـرب المـاء هنيئاً يا محب واجر دمع العين حزناً وانتحب
لحسين السبط في جنب الفرات مات عطشـاناً شهيدًا محتسب
اشرب الماء هنيئاً انه ماء مباح
اشـرب المـاء هنيئـاً بـسـلام واذكـر المقـتـول من جور اللئـام
سبط طه المصطفـى خير الأنـام قد بقـى ثـاوٍ علـى وجـه الـرغام
ايها المذنب تب لله ان شئت النجاة حيث يعطيك جنان الخلد أعلى الدرجات
فهنيئاً لك يا صائم نلت الحسنـات يتقبل منك هـذا الصـوم رب الكائنـات
ثم يكررها عدة مرات ، أو يتلو غير هذه الأبيات ، ثم يسرع أفراد العائلة الى شرب الماء قبل أن يعلن عن الامساك ، وقبل أذان الفجر بدقائق يمتنع الجميع عن تناول الطعام والشراب ، بينما نسمع المؤذن ينادي : (امساك .. امساك .. غفر الله لكم يا صائمين) . وهنا يشرع المؤذن بالاذان ، وينهض الصائمون لتأدية صلاة الصبح سواء في البيت أو في مسجد قريب من الدار ، كما يقصد البعض احدى الروضتين للحصول على الأجر والثواب ، وخاصة الذين لا يستطيعون النوم في ذلك الوقت ، ومنهم من يخرج الى عمله مبكراً .