يواصل مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة بالبحث والتحري عن مختلف الاحداث التي مرّت على مدينة كربلاء المقدسة، وينقل الموقع الرسمي للمركز قصصاَ واقعية حدثت في مدينة كربلاء بحلول عام 1915 م – 1333 هـ .
وحسب المتابعة، ذكر المؤلف علي عبود أبو لحمة الشمري في كتابه وقائع تاريخية لمدينة الحسين"عليه السلام" نقلاً عن كتاب الحوادث والوقائع في مدينة كربلاء، ان "بعد تهدئة الأوضاع والاحداث والصلح في كربلاء بين الثوار والحكومة عام 1915 م ، في زمن الدولة العثمانية حيث انتشر وباء الملاريا وحمى شديدة واخذ الوباء يستفحل يوماً بعد يوم انتشارا سريعا حتى انشغل الناس به"
وأضاف "في الوقت نفسه انعدمت الرعاية الصحية وقلت العقاقير الطبية وفقدان الأطباء الاخصائيين وخراب المستشفى الوحيد والكبير في المدينة والذي تم حرقه ونهبه اثناء العصيان من قبل الجهلاء، وانعدام الخدمات وانتشار المستنقعات حول المدينة القديمة وكثرة الزائرين و راح ضحية هذه الاحداث ربع سكان المدينة تقريباً"
وبين المصدر "لقد أصيب بهذا المرض والوباء الخطير الزائرين و المترددون على كربلاء وقد سرت الحمى والوباء الى بغداد والنجف ومناطق أخرى من العراق و سميت ( حمى كربلاء ) وذلك في شهر رجب عام 1915 م – 1333 هـ واشتدت في شهر رمضان"
موضحاً ان" وطأت المرض كانت تخف وتشتد احياناً،واستمرت عدة اشهر ثم بدأت تختفي تدريجياً وبدأت بالظهور مرة ثانية في شهر صفر عام 1334 هـ ، وقلّ من سلم من هذا الوباء الفتاك"
وقال ان " نسبة الوفيات بلغت في بعض الأيام اكثر من 200 نسمة، واحصي عدد الوفيات بين شهري رجب وذي الحجة فكانت النتيجة 11000 الف و أكثرهم من الفقراء، و ازداد الوباء والمصيبة بعد وصول موجة برد شديدة في يوم 15 ربيع الأول 22 كانون الثاني 1916 لعام 1334 هـ ، التي ضربت العراق بشكل غير مسبوق، وكان في كربلاء اشهر من بقية المدن حيث نزل البرد والثلج وهو لا عهد له به منذ زمن بعيد؛ مما أدى الى زيادة الوفيات في المدينة".