كشفت موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، عن سر العلاقة التأريخية بين عيد الله الأكبر، عيد الغدير الأغر، وبين الأسوار المشيدة حول مدينة كربلاء المقدسة في أواخر القرن العاشر الميلادي.
وذكرت الموسوعة، أن "كربلاء كانت قد أُحيطت بعدة أسوار وفق تطورها العمراني والحضاري شأنها شأن المدن العراقية المسوّرة، فأشارت المصادر الى سور عام 372هـ، 982م، والمشيّد في العهد البويهي في العراق"، مستشهدةً بما ذهب اليه المؤرخ "إبن الجوزي" عن بناء "أبي محمد الحسن بن الفضل بن سهلان"، سور مدينة كربلاء عام 400 هـ وفاءً لنذر كان عليه، وحدد سوراً اخر عام 403م، وتبعه سور عام 407هـ".
وأضاف المحور التاريخي في الموسوعة نقلاً عن مصادر، تأكيدها إنه "في عام 1216هـ، 1801م، تعرّضت مدينة كربلاء لهجوم وهابي عنيف، وذلك في يوم الجمعة، الموافق للثامن عشر من ذي الحجة، وكان كثير من الكربلائيين، قد توجهوا لمدينة النجف الأشرف لأداء مراسيم زيارة يوم الغدير".
ويشير قسم التاريخ الإسلامي، الى أن "المدينة كانت قد أُحيطت بسور بعد هذا الحادث، وذلك في عام 1217هـ، 1802م، حيث كان الرحالة ابن بطوطة في عام 727هـ، 1327م، قد وقف على سور كربلاء، وصفاً المدينة بقوله (إنها مدينة صغيرة والروضة المقدسة بداخلها)"، مرجحاً أن يكون ذلك السور قد أتى من حيث التواصل الزمني، بعد سور عام 400هـ، أما السور الذي بني بعد العدوان الوهابي على مدينة كربلاء، فانه هدم عام 1258هـ، 1842م بعد حملة "نجيب باشا" العسكرية على المدينة، فيما أُعيد بناؤه في عهد الوالي مدحت باشا عام 1285هـ، 1868م".
وبيّنت موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، أنه "كان للسور الأخير ستة ابواب هي باب الخان، وباب الطاق، وباب بغداد المسمى بـ (باب العلوة)، وباب النجف، المسمى بـ (باب المشهد)، بالإضافة الى كل من باب السلالمة، وباب المخيم".
المصدر:- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، الجزء الأول، منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2017، ص 63-65.