لاشك ان هناك علاقة ارتباط وثيقة ما بين علم الإشارة ودلالة اللون كجزء من هذه المنظومة وان لكل لون خاصية سيكولوجية و رمزية فاعلة تحاكي الواقع وعاطفة المتلقي.
ذكر الدكتور أنور محمد عيدان في مؤلف "الرؤية السيكولوجية في واقعة الطف" الدلالات اللونية في تشابيه الواقعة ، معللاً استخدام اللون الأبيض في تمييز جيش الامام الحسين "عليه السلام" ، بأنه " يوحي للنقاء والصفاء والطهارة ويعبر عن الجيد من السلوك وانه مرتبط بالأفراد الصالحين" .
وأستطرد المؤلف ذاكراً اللون الأسود انهُ "يوحي للحزن وأيضا من جانب اخر يرمز للقوة والوقار فالسيدة زينب ونسوة ال البيت "عليهم السلام" في المعركة يرتدينَّ ملابس سوداء رمزاً للقوة والوقار والحشمة والحزن على حادثة استشهاد الامام الحسين "عليه السلام" .
وبيّن الكاتب أسباب استخدام اللون الأخضر على انه يوحي للحياة و القوى الرائعة للطبيعة ، وهو من الألوان التي تولد السرور والبهجة والامل ويرتبط بالتوازن العاطفي وتوازن الشخصية ;لذلك تم استخدام هذا اللون في تجسيد شخصية الامام الحسين واهل بيته لانهم رمزاً للحياة والخلود .
مشيراً الى ان اللون الأحمر يوحي بالقوة والغضب وجذب الانتباه والعدوان والسطو ويرتبط بالموت والحرب والخطر و الدم ، فهو وسيلة من وسائل التعبير عن مدلول انفعالي عند الافراد ولذلك فأنه مرتبط في تشابيه واقعة الطف بالرايات التي يحملونها الموالين من جيش الامام الحسين "عليه السلام" فهو يرمز هنا للقوة والثأر للشهداء .
أما اللون الأصفر المائل للبني فحسب تعبير المؤلف فأنه يرمز للاحباط والغضب والقلق والغيرة وانه مُتعب للنظر ويكون لوناً من الوان جيش يزيد ممزوجا مع الأحمر كمدلول حقيقي يرمز لحالة الإحباط والخوف والقلق والعدوان والغيرة التي تميز فيها يزيد وجيشه .
المصدر : د.انور محمد عيدان،رؤية سيكولوجية في واقعة الطف ،ط1،العراق،2020ص101-103