زار الرحالة الهندي ميرزا أبو طالب خان مدينة كربلاء بعد الهجوم الذي افتعله الوهابيين في زمن حكم عبد العزيز بن محمد، الحاكم الثاني لآل سعود .
وصف أبو طالب خان حال مدينة كربلاء في اليوم الرابع من ذي القعدة سنة 1218 هـ الموافق لليوم الأول من اذار سنة 1803 قائلاً " لم اجرؤ على زيارة قبر شهيد اعتادوا الزوار زيارته وهو يبعد ثمانية اميال من كربلاء خوفا ان يعتقلني قطاع الطريق الذين يطوفون في ذلك الصقع مرتدين أردية الوهابية"
وعلل أبو طالب خان فقدان مدينة كربلاء لمكانتها التجارية قائلاً "قد أدير على كربلاء سور من الرهص ، وكانت مقاما لكثير من التجار الأثرياء ولكنها بعد ان نهب الوهابيون ما فيها اخذت تفقد كل يوم مكانتها، واخذ اعيان سكانها يتركونها وهذا النهب وقع قبل سبعة اشهر من بلوغي للمدينة"
ومن الجدير بالذكر ان هذه الواقعة حدثت في الثامن عشر من ذي الحجة عام 1802 ميلادية بينما كان معظم سكان كربلاء في مدينة النجف لزيارة الامام علي "عليه السلام" خرج خمسة وعشرون الف وهابي على خيل وجمال بغتة من الصحراء ودخلوا المدينة ، وكان الوهابيون يصرخون للتأليب والتخريب قائلين "اقتلوا الشيعة وأقطعوا رقاب الكفرة". فذبحوا السكان ونهبوا ما في منازلهم وحاولوا ان يقلعوا صفائح الذهب من مرقد الامام الحسين "عليه السلام" الا انها كانت مثبتة جداً فلم يستطيعوا ذلك ، ومع ذلك فلم يتحرجوا من إخراب المشاهد والعبث بالقبور الأخرى ، ثم انصرفوا من تلقاء أنفسهم في أفول الشمس .
المصدر :
مرتضى علي الاوسي،كربلاء بعيون الرحالة والمستشرقين،ط1،دار الفرات 2017،ص121-123
*الرهص : الطين الذي يوضع على بعض وفي المصطلح العامي يسمى ( طوف )