أشتهرت مدينة كربلاء المقدسة بطرز البناء الحضارية فائقة الجمال و الفوائد ، ومن بين ابرز هذه الطرز هو "الايوان" .
والايوان في الاصطلاح اللغوي هو كل مجلس واسع مظلل ، اما من الناحية المعمارية فهو بناء مستطيل له ثلاثة جدران والجهة الرابعة مفتوحة تماما للفضاء الخارجي أو قد تكون مصفوفة بأعمدة يتقدمها رواق مفتوح وتطل على الساحة المكشوفة ( الصحن ) .
يتلائم الايوان مع مناخ العراق الحار صيفاً والبارد شتاءً ، فلو بني الايوان ليواجه الشمال فأنه يوفر الظل ويسمح بدخول الهواء البارد في فصل الصيف ، اما اذا بني ليواجه جهة الجنوب فأنه يسمح بدخول اشعة الشمس المائلة في الشتاء وبذلك فأنه يوفر الحماية اللازمة من الرياح الشمالية الباردة .
استعمل الايوان منذ زمن مبكر في العمارة العراقية حيث وجد في تل الصوان ( الالف السادس قبل الميلاد ) واستمر ظهوره في سلسلة غير منقطعة حتى تبلور بشكل كبير في ابنية الحضر حيث اكثر الحضريون من استعماله في ابنيتهم الدينية والمدنية واقتبست الأمم الأخرى كالفرس والروم هذا العنصر و وضفوه في عمائرهم .
اما في العصر الإسلامي فقد بقي الايوان مستعملا من قبل المعمار أيضا وأول مبنى إسلامي عراقي اعتمد فيه نظام الايوان بتصميم كامل وعلى نطاق واسع هو دار الامارة في الكوفة .
وجد الايوان في عمارة المرقدين الحسيني والعباسي المطهرين ، وكانت الاواوين تعلو أرضية المرقد قليلاً ، وكذلك وجد في قصر الاخيضر اكثر من ايوان منها الايوان الكبير الذي يتوسط القصر وايوان دار الأمير، وكذلك في بيوت القصر منها البيت الشمالي الشرقي الذي يحتوي على ايوانين احدهما شمالي والأخر جنوبي ، كما وجد هذا الطراز في قصر عطشان حيث كان الايوان فيه مربع الشكل تقريباً .
المصدر : الابنية الحضارية في كربلاء ، ص240