ذكر كتاب "الإمام الحسين في الدراسات الاستشراقية" الصادر عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، وضمن إطار بيانه للكتابات العالمية التي تناولت مدينة كربلاء المقدسة والقضية الحسينية عموماً، أن إنكلترا تعد مـن الدول التـي لم يكن لها أي احتكك بالعالم العربي إلا بعد أن تبنّت الاستعمار منهجاً في رفد إقتصادها ولضمان وجودها، حيث تعرفت حينها على الهند وجزر الهند الصينية قبل ان تتعرف على العرب، فهي وإن كانت قد سمعت بهم، إلا انها لم تعرفهم إلا متأخراً مقارنةً بغيرهم من الأمم.
وبيّن الكتاب أن "الإستشراق الإنكليزي يعدّ حديث عهد بالعالميّن العربي والإسلامي، وهو ما يمكن ان نطلق عليه (إستشراقاً مشوباً بالإستعمار) بكل ثقة"، مضيفاً أن "هذا الإستشراق تضمّن جملة من الدراسات الاستشراقية التي تناولت الإمام الحسين (عليه السلام) بالبحث والدراسة، والتي كان من أبرزها كتابات المستشرق الإنكليزي (دوايت م. رونلدسن) صاحب الكثير من الدراسات حول الشيعة، ومنها كتاب (عقيدة الشيعة) الذي نشره عام 1931م، وكتاب (عقيدة الشيعة في الإمامة) عام 1933م، متبوعاً بكتاب (المذهب الشيعي) عام 1933م أيضاً".
ويشير مؤلف الكتاب، سماحة الشيخ "ليث العتابي"، الى أن "من جملة ما قاله (رونلدسن) عن الإمام الحسين (عليه السلام) في هذا الكتاب، إن (سفك دم الحسين ابن بنت النبي في سهل كربلاء، قد أصبح يعتبر ذا قيمة في التضحية، ويظهر ذلك في تطوّر العقيدة وفي إنتشار عادة الزيارات التي يمتاز بها مشهد الحسين".
وبيّن "العتابي" في سياق تحليله لمؤلفات هذا المستشرق، أن "رونلدسن كان قد أشار كذلك إلى دور إحياء ذكرى الإمام الحسن (عليه السلام) في عقيدة الشيعة وفي تطوّرها وبقاءها عبر مواكبهم العزائية التي يعيدون من خلالها تمثيل الحوادث الدموية التي جرت على أرض كربلاء".
المصدر:
- الإمام الحسين في الدراسات الاستشراقية، الطبعة الأولى، منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2018، ص 57-58.