أورد كتاب "مدينة الحسين" الصادر عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، وضمن إطار نشر ما أوردته المصادر التاريخية عن مدينة أبي الأحرار "عليه السلام"، بعضاً من الجرائم التي إرتكبها طاغية بني العباس، المتوكل بن المعتصم بحق قبر الإمام الحسين "عليه السلام" وجموع المؤمنين المتوجهين لزيارته.
وجاء في الكتاب، نقلاً عن أبو الفرج الأصفهانى، قوله إن "المتوكل العباسي كان قد وضع المسالح في أطراف ناحية كربلاء، ووضع في متاريسها رجالاً من جنده شاكين السلاح، يقتلون كل وارد لزيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام)، فعظم ذلك على محبي آل البيت الأطهار (عليهم السلام)".
وضمن هذا السياق، قال مؤلف الكتاب "محمد حسن مصطفى الكليدار آل طعمة" إنه "توجه الى كربلاء في عام (240 هـ)، العلامة الفاضل (محمد بن الحسين بن علي الشيباني) المعروف بـ (الأشتاني)، وكان قد طال عهده بالزيارة، فأقدم على المخاطرة بنفسه والمجازفة بحياته في سبيل زيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام)".
ويضيف "آل طعمة" أن "الأشتاني كان قد خرج بمعية رجل من العطارين، يمكثون في النهار ويسيرون في الليل حتى أتيا نواحي الغاضرية، فمكثا نهارهما فيها، ولما جنّ الليل، خرجا وإجتازا مسلحتيّن، وكان العسس نياماً، ثم ساروا حتى وصلوا قبر الإمام الحسين (عليه السلام)، وكان قد خفي عليهما معالمه، وذلك لكثرة ما كان مخراً وحرث ما حوله فجعلا يتحريان جهة القبر، حتى عثرا عليه، فشاهداه وقد قلع الصندوق الذي كان حوله وأحرق وأجرى الماء عليه، وصار كالخندق حول القبر، ولما أتمّا مراسيم الزيارة كرّا راجعيّن بعد أن نصبا حول القبر علامات شاخصة في عدّة مواضع من القبر".
المصدر:- محمد حسن مصطفى الكليدار آل طعمة، "مدينة الحسين – مختصر تاريخ كربلاء"، الجزء الثاني، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2016، ص 144-145.