ذكر كتاب "مدينة الحسين" الصادر عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، أن بعض المؤرخين من أمثال "إبن جرير" حوّر إستعمال كلمة "الحير" أو "الحاير" في سفره لموضع قبر الإمام الحسين بن علي "عليهما السلام".
وقال مؤلف الكتاب "محمد حسن مصطفى الكليدار آل طعمة" إن "من الشواهد الدالة على صحة هذا الاستدلال، هي أن بعض مؤرخي العرب سبقوا الطبري في كتابه (التاريخ)، ومنهم (يحيى بن لوط - ابي مخنف) - الذي يعد أول مؤرخ عربي في الإسلام، والمتوفى في حدود عام (170هـ)، لم يذكر كلمة (الحير) أو (الحاير) في معجمه عند تسمية موضع قبر الحسين مطلقاً، وكذلك لم ترد هذه التسمية في مؤلفات المؤلف العربي الكبير (نصر بن مزاحم المنقري) الذي كان معارضاً لأبي مخنف، وكذلك لم نجد تسمية موضع قبر الإمام الحسين (عليه السلام) بـ (الحاير) و(الحير) عند (أبي حنيفة الدينوري) صاحب التاريخ المعروف بـ (الأخبار الطوال) فكيف جاز للمستشرقين الاستدلال بهذا الرأي؟".
ويضيف "آل طعمة" أنه "فضلاً عن هذا، لو محصنا الأخبار الواردة عن كبار اعلام الإمامية من المتقدمين في القرنيّن الأول والثاني الهجري، فلن نجد في معاجمهم تسمية موضع قبر الإمام الحسين (عليه السلام) بـ (الحاير) و(الحير) كما شاع استعماله من قبل مؤرخي الإمامية في القرنين الثالث والرابع الهجري وما بعد هذا التاريخ الذي اهتزت له الأوساط العلمية، حيث أخذوا يكثرون استعمال كلمة (الحاير) أو (الحير) في اسفارهم ومعاجمهم".
المصدر:- محمد حسن مصطفى الكليدار آل طعمة، "مدينة الحسين – مختصر تاريخ كربلاء"، الجزء الثاني، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2016، ص 140.