ذكرت موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، أن عدداً من القصور ذات الأبعاد التاريخية والتي شهدت أحداثاً في عصور قديمة، قد إقتربت من أرض كربلاء، وهي تؤشر على الجذر التاريخي العميق لمنطقة كربلاء، منها قصر مقاتل، وقصر إبن هبيرة.
وذكرت الموسوعة التي أخذت على عاتقها جمع وتحليل وتوثيق ونشر الإرث الحضاري والديني الغني لمدينة سيد الشهداء "عليه السلام"، إن "قصر مقاتل قد نُسِب لـ (مقاتل بن حسان بن ثعلبة)"، مشيرةً الى إختلاف المؤرخين والبلدانيين في تحديد موقعه، حيث يقول ياقوت الحموي في كتابه "معجم البلدان"، إنه يقع بين عين التمر والشام"، كما ورد ذكره في الشعر العربي، فقال عبيد الله بن الحر الجعفي:
وبالقصر ما جربتموني فلم اخم ولم اكُ وقافاً ولا طائشاً فشـل
وبارزت أقواماً (بقصر مقاتل) وضاربت أبطالاً ونازلت من نزل
فلا بصرة امي ولا كـــوفة أبي ولا انا يثنيني عن الرحلة الكسل
وأضاف المحور التاريخي في الموسوعة، أنه "بعض الباحثين قد ذهب الى القول، بإن حصن الأخيضر هو قصر مقاتل، حيث نفى الدكتور "مصطفى جواد" هذا الراي، واقترب منه الأستاذ طالب القريشي، بقوله ان "قصر الأخيضر قام على أنقاض قصر مقاتل الذي خرّبه (عيسى بن علي بن عبيد الله) في القرن الثاني للهجرة واقام هذا البناء فوقه".
ويضيف قسم التاريخ الإسلامي في الموسوعة نقلاً عن بعض النصوص تأكيدها إن "قصر مقاتل يقترب من مدينة كربلاء"، فيما تشير نصوص أخرى الى أن "الحر بن يزيد الرياحي، رافق الحسين (عليه السلام) من منطقة (عراف) الى قصر (مقاتل) في محاولة لقطع الطريق عنه، وفي هذا الموضع دخل (عمرو بن قيس المشرقي) وإبن عمه، فسلما على الإمام، فقال لهما: (اجئتما لنصرتي؟) حسبما ذكره الطوسي في كتابه (إختيار معرفة الرجال)".
وتشير موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة الى أنه "فيما يخص قصر ابن هبيرة، فيقع في ارض كربلاء فيقال ان قبر الحسين، يقع خلف قصر ابن هبيرة، في حين ذكرت مصادر، اقتراب بعض المواقع من قصر بني مقاتل وهي (سلام) و(القريات) وأن هذين الموضعين وغريمها، فانهما يقعان على حافة البادية التي تربط كربلاء بالشام والحجاز، وقد نزل فيهام رجال العصرين الأموي والعباسي، واتخذهما الثوار مواضع حصينة".
المصدر:- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التأريخ الإسلامي، الجزء الأول، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2017، ص 56.