ذكرت موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، أنه ما لبث رسول الإمام الحسين "عليه السلام"، مسلم بن عقيل، أن وصل الى الكوفة، حتى دب اليه اهلها وبايعه منهم عدد كبير بلغ "إثنا عرش الفاً" ولكنه وجد نفسه، قبل ان يستحكم له الأمر، مضطراً الى قتال عبيد الله بن زياد.
وقالت الموسوعة في سياق نقلها لكتابات المستشرق الألماني الشهير "يوليوس فلهاوزن J.Wellhausen "، قوله، إن "يزيد كان قد عيّن بن زياد والياً جديداً على الكوفة مكان النعمان بن بشير، الذي عزله لأنه كان حليماً ناسكاً يحب العافية ويكره العنف"، مضيفةً أن "مسلماً نادى بشعاره فاجتمع له من أهل الكوفة أربعة آلاف، فقصد حينها قصر عبيد الله بن زياد، الذي كان قد جمع بدوره وجوه أهل الكوفة عنده، فلما وصل مسلم الى القصر ومعه أنصاره الكوفيين، أشرف وجوه أهل الكوفة على عشائرهم، وجعلوا يكلمونهم ويصرفونهم عن مسلم".
وذكر المحور التاريخي في الموسوعة أن "في هذه اللحظة، إتحدت مصالح الظالمين مع المنافقين، فأخذ أصحاب بن عقيل يتسللون من حوله حتى أمسى ومعه خمسمئة، فلما عسعس الظلام، ذهبوا أيضاً وبقي وحده يتردد في الطرق، حتى آوته امرأة كان إبنها مولى لمحمد بن الأشعث، فعرف أمره وانطلق الى ابن الأشعث، فأخبره بأمر مسلم".
ويضيف قسم التاريخ الإسلامي في موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، أن "عبيد الله بن زياد كان قد بعث بأحب شرطته ومعه رجاله، فأحاطوا بالدار، فخرج مسلم
وقاتلهم قتال الأبطال وردّهم مرتين، وهو يقول:
أقـســم أن لا اقـتــل الا حــرا وان رأيت الموت شـيئاً مـرا
كل أمـرئ يومــا مــلاق شرا اخـــاف ان اكــذب او اغــرا
وبعد صموده البطولي، أُعطي الأمان لرسول الحسين وإبن عمه، وأُخذ بعدها الى عبيد الله بن زياد مجرداً من سلاحه، فسلمه الأخير الى (بكير بن حمران)، فذبحه فوق القصر، ورمى برأسه الى الأرض وألحقه بجثته".
المصدر:- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، الجزء الثامن 1، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2020، ص 21-22.