يواصل مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، وعبر فصول موسوعته الحضارية الشاملة عن مدينة سيد الشهداء "عليه السلام"، بيان المراحل التاريخية لثورة الإمام الحسين "عليه السلام" الإصلاحية الخالدة.
ونقلت الموسوعة عن "أبو حنيفة الدينوري"، قوله في كتاب "الأخبار الطوال" إن "جمهور المجتمعين في منزل القيادي الكوفي(سليمان بن صرد الخزاعي)، قد عقدوا العزم على مكاتبة سبط رسول الله (صلوات الله عليهما) بعد هلاك معاوية، وخروج الإمام الحسين (عليه السلام) الى مكة المكرمة، حيث كان لسان حال المجتمعين بأن يقاتلوا عدو الحسين ويقتلوا أنفسهم دونه، فكاتبوه على هذا العهد".
ويشير المحور التاريخي في الموسوعة، الى أن الكتاب المرسل الى الإمام "عليه السلام" كان بما نصّه:
"بسم الله الرحمن الرحيم... لحسين بن علي من سليمان بن صرد والمسيب بن نجبة ورفاعة بن شدّاد وحبيب بن مظاهر وشيعته من المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة، سلام عليك، فإنا نحمد اليك الله الذي لا اله إلا هو، أما بعد، فالحمد الله الذي قصم عدوك الجبار العنيد الذي انتزى على هذه الامة فإبتزها أمرها، وغصبها فيأها، وتأمر عليها بغير رضا منها، ثم قتل خيارها، واستبقى شرارها، وجعل مال الله دولة بين جبابرتها وأغنياها، فبعداً له كما بعدت ثمود، انه ليس علينا امام، فاقبل لعل الله يجمعنا بك على الحق، والنعمان بن بشير في قصر الإمارة لسنا نجتمع معه في جمعة، ولا نخرج معه الى عيد، ولو قد بلغنا أنك قد أقبلت إلينا أخرجناه، حتى نلحقه بالشام إن شاء الله، والسلام ورحمة الله عليك".
وأشار قسم التاريخ الإسلامي في موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، الى أن "المتدبر لفحوى الرسالة ودلالاتها، يقف أمام حالة مذهلة تعرض لها أهل العراق بعامة، وأهل الكوفة بخاصة، فقد غدا العراق تابعاً لا يعتد به، بعد أن كان مركزاً للخلافة طيلة خلافة الإمام عليّ، ويتمتع أهله بمنزلة إجتماعية وسياسية واقتصادية يحسدون عليها، غير أن انتقال العاصمة الى دمشق جعل أهل العراق العدو الألد لأهل الشام، وغدى بقرة حلوب، ومصدراً لملء خزائن بيت المال في دمشق".
المصدر:- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، الجزء الثاني، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2019، ص 17.