تتزاحم الصفات والخصائص التي يحتويها تاسع الأشهر القمرية، شهر رمضان المبارك، مضافاً اليه الطابع الديني والتاريخي والإجتماعي الذي تمتاز به مدينة كربلاء المقدسة، لتظهر عندها أجواء روحية جميلة مزيّنة بعادات وتقاليد ينتظر الكربلائيون إقامتها عند حلول الشهر الفضيل في كل عام.
ومما يحتضنه شهر الصيام والقيام والإطعام من مشاهد منذ لياليه الأولى، هو جموع الباعة على المنتشرين على إمتداد الأرصفة والاماكن العامة قرب معروضاتهم المسماة بـ "البسطات"، حيث يتقدمهم باعة الحلويات المحلية الصنع كالبقلاوة، والزلابية، وشعر البنات، والباميا السكرية، بالإضافة الى مَنَّ السما، والحلقوم، وكعب الغزال، والملبّس، والرگاك، وتاج الملك، والمحلّبي، حيث يتم إعداد وترتيب صحون الحلويات بأشكالها المختلفة على امتداد أرصفة الشوارع او دكّات الدكاكين المغلقة، وقد توضع الى جانب بعض المقاهي نظراً لأنها تكون مغلقة خلال فترة النهار.
أما في داخل المنازل، فتصطف الأكلات الشعبية على مائدة الافطار في بيوت الكربلائيين قبل أذان المغرب بربع ساعة تقريباً، فيما يضاف اليها في أغلب الأحيان بعض أنواع العصائر، منها شربت تمر هند، وشربت ماء الرمان، وشربت السكنجبيل، وحين يبدأ المؤذن بتلاوة الأذان، يشرع الصائم بالفطور أولاً بشرب ماءٍ ساخن يسمى بـ "قنداغ"، مع قليل من الحساء "الشوربة" أو قليل من التمر.
ومما هو متداول على موائد الطعام في مدينة سيد الشهداء "عليه السلام"، وقبل تناول أي نوع من الأطعمة، قراءة دعاء الافطار المشهور "اللهم لك صمتُ، وعلى رزقك افطرت، وعليك توكلت، ولصوم غد نويت"، أما عن الظواهر التي كانت سائدة في كربلاء قديماً، فهو أن التمن والمرق لا يؤكلان وقت الافطار، وإن تناولهم هو في وقت السحور، حيث يتناول البعض فطوراً خفيفاً، جاعلين السحور وجبة الطعام الرئيسية.
المصدر: اضغط هنا