ذكر كتاب "الإمام الحسين في الدراسات الاستشراقية" الصادر عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، أن الإمام الحسين "عليه السلام" قد أرسى أساساً ذا طابع إنساني قائم على ثنائية الحاكم والمحكوم، وهو بذلك حارب التسلط باسم الحاكمية، وحارب الخنوع والخضوع باسم المحكومية.
وقال مؤلف الكتاب سماحة الشيخ "ليث عبد الحسين العتابي" في معرض بيان هذا الأساس، إن "الإمام (عليه السلام) قد قالها صرخة مدوية خالدة باقية على مرّ العصور: (ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتيّن، بين السلّة والذلّة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت وأنوف حمية ونفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، ألا وإني زاحف بهذه الأسرة على قلة العدد وخذلان الناصر...، فإني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما".
وتابع "العتابي" بالقول "إننا لو استعرضنا سيرة الأنبياء (عليهم السلام) سنجد أنّ هدفهم الأساس هو محاربة الظلم، والدفاع عن كرامة الإنسان وحريته، ومن هو أفضل مجسدٍ لذلك غير وارث الأنبياء (عليه السلام)، ونحن نقرأ في زيارته (فأعذر في الدعاء، وبذل مهجته فيك، ليستنقذ عبادك من الضلالة والجهالة والعمى والشك والارتياب إلى باب الهدى من الردى)".
وينقل الكتاب عن الشيخ "محمد حسين كاشف الغطاء"، قوله إن "الحسين (عليه السلام) نهض تلك النهضة الباهرة، فقشع سحب الأوهام، وإنتزع النور من الظلام، وأصحر بالهدى لطالبه، وبالحق الضائع لناشده... ويتفرع من هذه المزية مزايا تفوق حد العد، ويحصر عنها لسان الحصر"، مستشهداً كذلك بما قاله الكاتب "علي شلق"، إنه "بقي الحسين بن علي يذكر حياً، نضراً، فواحاً، كلما ذُكر محمد وآل محمد ورسالة محمد (صلى الله عليه وآله) في كل صلاة، وفي كل تسليم"
ويختتم الكتاب هذا الفصل بالتأكيد على إن "الإمام الحسين (عليه السلام) بقي في كل ذكر وفي كل دعاء نطقته شفاه المحرومين، والمنتظرين للعدل وللحق وللحرية".
المصدر:- الإمام الحسين في الدراسات الاستشراقية، الطبعة الأولى، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2018، ص 15-16.