في إطار تبيان جزء يسير من فضل وكرامات ثورة الإمام الحسين "عليه السلام" الخالدة وتأثيراتها البالغة بحق الإنسانية جمعاء، تواصل موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، نشر حلقات التسلسل الزمني لخروج سيد الشهداء "عليه السلام" من أرض الحرميّن الشريفيّن، بإتجاه قبلة الأحرار ومنار الأبرار كربلاء المقدسة، طلباً للإصلاح في أمة جده الحسين بعدما بلغ فيها ما بلغ من الجور والطغيان.
وذكرت الموسوعة أن "محمداً إبن الحنفية واصل حديثه بالنصح والمشورة الحسنة للإمام الحسين (عليه السلام) وعدم تعجيله بالقدوم على أهل الكوفة بقوله (إنزل مكة فان إطمأنت بك الدار فسبيل ذلك، وإن نبت بك لحقت بالرجال، وشعب الجبال، وخرجت من بلد الى بلد حتى تنظر ما يصير أمر الناس، وتعرف عند ذلك الرأي، فانك أصوب ما يكون رأياً واحزمه عملاً حتى تستقبل الأمور استقبالاً، ولا تكون الأمور عليك أبداً أشكل منها حين تستدبرها استدباراً، يا اخي قد نصحت فاشفقت، فأرجو ان يكون رأيك سديداً".
وجاء في المحور التاريخي للموسوعة، أنه "قبل خروج الإمام (عليه السلام) من المدينة، كتب وصيةً لأخيه محمد بن الحنفية، جاء فيها (بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب لأخيه محمد بن الحنفية المعروف ولد علي بن ابي طالب -عليه السلام-، ان الحسين إبن علي يشهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له، وان محمداً عبده ورسوله، جاء بالحق من عنده، وان الجنة حق والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وان الله يبعث من في القبور، واني لم اخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وانما خرجت لطلب النجاح والصلاح في أمة جدي محمد (صلى الله عليه وآله) أريد ان آمر بالمعروف، وأسير بسيرة جدي محمد (صلى الله عليه وآله) وسيرة علي بن ابي طالب وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين (رضي الله عنهم)، فمن قبلني بقبول الحق فالله اولى بالحق، ومن رد عليّ هذا اصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، ويحكم بيني وبينهم، وهو خير الحاكمين، هذه وصيتي اليك يا اخي، وما توفيقي الا بالله عليه توكلت، واليه أنيب والسلام عليك وعلى من اتبع الهدى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
المصدر:- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، الجزء الأول، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2020، ص 199-200.