سجلت موسوعة كربلاء الحضارية، ورغم خضوع العراق للسيطرة العثمانية عام 1534م، ان مدينة كربلاء من بين المدن الرافضة بأن يتولى ادارتها حكام عثمانيون، بل تدار من قبل شخصيات كربلائية يشكلون إدارة محلية مسؤوليتها الاشراف على شؤون المدينة واضرحتها المقدسة على ان تقتصر تبعيتهم لباشوية بغداد بدفع الضريبة السنوية.
تجنب الاحتلال العثماني الدخول في صراع يكون في غير مصالحها، بسبب الاختلاف المذهبي بين الجهة الحاكمة وسكان منطقة الوسط والجنوب، فضلاً عن القوة العشائرية الموجودة في المناطق المحيطة بمدينة كربلاء.
تغيرت الصورة كلياً في عهد داود باشا (1817-1831م) أخر مماليك الدولة العثمانية في العراق، اذ كان مطلق التصرف بإدارة شؤونه وفق ما ينسجم مع طموحاته وصالحة الشخصية من دون الرجوع الى الأستانة.
استغل حالة الضعف التي شهدتها الدولة العثمانية في القرن التاسع عشر، وعدم قدرتها عسكرياً في التصدي لبعض حكام ولاياتها الذين تمتعوا بدرجة من الاستقلال الذاتي، وفي مقدمتهم محمد علي (1805-1847م) حاكم مصر الذي أحدث تغيرات على مختلف الأصعدة رغبة منه بالانفصال، راود داود باشا الشعور ذاته منذ استلامه باشوية بغداد.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي- قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج2، ص133-140.