من محاولات الانسان الكربلائي في ابتكار ما يسد حاجاته الضرورية ولتعينه على مجابهة ما يكدر حياته اليومية وينغص عيشته، سعى لعمل ما يبعث على كسب المال والراحة، فاختص في صناعة الاعمال اليدوية من النباتات المتوافرة والمتيسرة واشتهرت كربلاء في هذه الصناعة في منطقة باب بغداد وباب الخان وساحة المخيم، وكانت هذه الصناعة تستمد ازدهارها من النخيل والقصب واغصان بعض الأشجار وما شابه ذلك.
فبالإمكان ان تكون مدينة كربلاء مكاناً أوسع في مضار التقدم الاقتصادي وتستغل النخلة كلها في صناعات عديدة بدءاً بأوراقها ثم جريدها فجذعها فأثمارها، ولعل أبرزها صناعة الدبس (عسل التمر) وذلك لوفرة المادة الأولية (التمور) سيما "الزهدي" لاحتوائه على نسبة عالية من السكر.
وتعد البزارات (المسابك) المعامل لهذه الصناعة المهمة، والتي بلغت اعدادها قبل نصف قرن على (120) بزارة، اندثرت معظمها او تركها أصحابها لدخول التقنية الحديثة لهذه الصناعة، تركزت البزارات في الشارع الواقع بين محلة باب بغداد وبداية المستوصف الحالي الى باب الخان مغتسل العلقمي القديم.
المصدر/
موسوعة كربلاء الحضارية، المحور الاجتماعي، ج1/1، ص124-130