جاورت مدينة كربلاء المقدسة عدد من المدن والبلدات القديمة التي نالت أهميتها التاريخية أما لِمرور الإمام الحسين بن علي "عليه السلام" بين ظهرانيّها، وأما لما بدر عن أهلها من مواقف تجاه الثورة الحسينية ضد الظلم والطغيان الأموي آنذاك.
وتذكر بعض المصادر كتاريخ الطبري، أن من بين تلك القرى العريقة هي قرية "شفية" بفتح الشين نسبةً الى الشفاء، حيث أشار اليها نقلاً عن "الضحاك عبد الله المشرفي" قوله بعد أن استأذن الإمام الحسين "ع" للإنصراف: "فاستويت على متن فرسي وضربتها حتى إذا قامت على السنابك، رميت بها عرض القدوم فخرجوا إليّ واتبعنى خمسة عشر رجلاً حتى انتهيت الى (شفية) قرية قريبة من شاطئ الفرات".
ومن الجدير بالذكر أن البعثات المعاصرة الى قرية "شفية" التاريخية، كانت قد أثبتت أن الموقع الدقيق لها هو في جنوب سدة أراضي فريحة القريبة من قضاء الحصوة الحالي (1).
المصدر
(1) بغية النبلاء في تاريخ كربلاء: سلسلة منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص123.