لم تغب القضايا العربية والإسلامية المصيرية عن فكر وخواطر الطبقة الأدبية والثقافية في مدينة كربلاء المقدسة، وإنما كانت لها مكانتها المميزة بين طيّات صفحات هذه الطبقة المؤثرة جماهيرياً وسياسياً.
وكان من بين أبرز الأدباء الكربلائيين في هذا المجال هو الشاعر الخطيب والأستاذ المربّي السيد "محمد علي صدر الدين الحكيم" الشهير بـ "الشهرستاني" والمولود في مدينة كربلاء المقدسة سنة (1351هـ، 1936م) (1).
وبالنظر لما امتلكه "الشهرستاني" من مكانة علمية ودينية وأدبية كبيرة بين صفوف أقرانه، فقد كان يُدعى لحضور معظم المناسبات الدينية والوطنية المقامة في مدينة كربلاء وخارجها، حيث اتخذ من منابر هذه المناسبات منصةً للولوج في القضايا العربية والإسلامية كالقضية الفلسطينية والنضال الشعبي الجزائري ضد الإستعمار الفرنسي، وهو ما ظهر جليّاً في الدواوين المطبوعة لشاعرنا الكبير خلال فترة نشاطه الأدبي الفريد من نوعه آنذاك.
المصدر
(1) الوطنية في شعر كربلاء: لمؤلفه توفيق حسن العطار، ص39.